بعد أن كان عددها قليلا والإقبال عليها كبيرا في موسم الصيف والأعراس، هاهي الآية تنعكس الآن، حيث تضاعف هذه السنة عدد محلات كراء السيارات بشكل كبير، لكن الطلب عليها تراجع بشكل أكبر، والسبب راجع حسب أصحاب هذه المحلات إلى التنافس الشديد في الأسعار والخدمات و إلى تراجع عدد المغتربين الذين يشكلون الفئة الأولى من زبائنها. إيمان بن محمد بعد النجاح الكبير الذي حققته في السنوات الأخيرة تجارة كراء السيارات بالخصوص في العاصمة، بفضل الإقبال الكبير عليها سيما من طرف المغتربين الذين يلجأون إليها فور نزولهم من المطار أو من الباخرة، ومن طرف الكثير من العرسان، انتشر مؤخرا هذا النوع من النشاط بشكل مذهل وعلى أعلى مستوى وهو ما نشهده في مختلف أرجاء العاصمة التي احتضنت وكالات تتوفر على سيارات من مختلف "الماركات العالمية" ومن أحدث طراز ترضي كافة الأذواق. لكن نجاح السنوات الفارطة تراجع هذه الصائفة بعض الشيء، وهو ما لمسناه لدى العديد من أصحاب كراء السيارات الذين اشتكوا ركودا ملحوظا، مشيرين بحسرة إلى السيارات التي كانت مركونة في وكالاتهم ومستودعاتهم دون طلب عليها، وهي السيارات التي كانت إلى غاية نهاية الموسم الفارط كلها في الخدمة. حدة التنافس وتراجع عدد المغتربين وراء الركود وفي هذا السياق، أكد صاحب أحد محلات كراء السيارات ان الانتشار الكبير لهذا النوع من النشاط جعل المنافسة تشتد على آخرها، خصوصا فيما يتعلق بالأسعار التي لم ترتفع هذه السنة، بل على العكس، عرفت انخفاضا نوعيا مقارنة بالأعوام الفارطة. وعلى صعيد آخر، أشار المتحدث إلى نقطة أخرى تعاني منها الوكالات الجديدة التي فُتحت مؤخرا، وهي ان الزبائن يفضلون التعامل مع الوكالات القديمة رغم أنها تفرض عليهم الالتزام بالكثير من الشروط كدفع مبلغ مالي كبير تتراوح قيمته ما بين 50 إلى 100 ألف دج كضمان لسلامة السيارة وكذا منع كراء السيارات للشباب الذين تقل أعمارهم عن 25 سنة. وان كانت الوكالات الجديدة يضيف المتحدث لا تفرض هذا النوع من الشروط، فهي لا تعرف إقبالا كالذي تعرفه مثيلاتها القديمة، وهو ما أثر سلبا على نشاطها وربحها. هذا الركود دفع محدّثنا إلى تفادي التعامل مع المغتربين والعرسان والاكتفاء فقط بالشركات الأجنبية والفنادق الكبرى بالعاصمة التي تعاقد معها في سبيل توفير سيارات عند الضرورة. أما بالنسبة إلى صاحب إحدى الوكالات المشهورة الواقعة بقلب العاصمة، فقد أرجع سبب هذا التراجع إلى المغتربين الذين تراجع عددهم هذا الموسم بشكل ملحوظ، لاسيما وان هذه الفئة تشكل أكبر نسبة من الزبائن الذين تتعامل معهم وكالات كراء السيارات. وأضاف المتحدث، في الإطار ذاته، ان سبب تناقص عدد المغتربين هو ارتفاع أسعار تذاكر السفر التي أصبحت تكلف حوالي 500 أورو للشخص الواحد، وبما ان المغترب لا يأتي عادة وحده بل مصحوبا بكل أفراد عائلته، أصبحت تكاليف السفر شبه مستحيلة