عادت ظاهرة كراء السيارات السياحية في الأعراس إلى الظهور مع دخول فصل الصيف الذي تكثر فيه الأفراح والمناسبات، فالكثير يلجأون إليها لحل مشكلة نقل الضيوف خلال الأعراس، لا سيما أن الوكالات أصبحت تقتنيها بالتقسيط، ولم تجد العائلات العاصمية البسيطة من حل لتجاوز الأسعار الخيالية للسيارات وكذا ارتفاع سعر سيارات الأجرة سوى التوجه لوكالات كراء السيارات، بل بات الكثيرون منهم يعمل على كراء آخر أنواع السيارات المستوردة للتباهي بها وسط الأهل والجيران، نظرا لانخفاض سعر الكراء الذي يعتبر مقبولا لدى الكثير من الناس، فكراء سيارة لمدة 24 ساعة يتراوح ما بين 2500 و3000 دج، ويختلف السعر باختلاف الوكالات وكذا نوع السيارة. قصدنا محلا لكراء السيارات بشارع حسيبة بن بوعلي بالجزائر العاصمة وتفاجأنا بالإقبال الكبير للمواطنين للكراء السيارات، حيث أكد لنا صاحب الوكالة أن الطلب يتزايد بشكل كبير خلال فصل الصيف، خاصة من قبل المغتربين الذين يفضلون التجول بالسيارة بالإضافة إلى المقبلين على الزواج الذين يفضلون كراء السيارات الفخمة كالهامر والليموزين لنقل العروس في ليلة عمرها. سألنا ''حميد. ب'' عن سبب إقدامه على هذه الخدمة فأجابنا بأنه قام بكراء سيارة بمبلغ 3500 دج من أجل زفافه، فهو لا يملك سيارة عائلية ومع كثرة التنقلات خلال التحضير للعرس اضطر لكراء سيارة حتى يتمكن من إنجاز أشغاله في أقل وقت ممكن، وحسب حميد كثرة التنقل خلال هذه الفترة باستخدام سيارة الأجرة يكلفه ميزانية أكبر، وقال إن كراء سيارة أقل ثمنا من استخدام سيارة أجرة، بالإضافة إلى ذلك فإنه سيقوم باستئجار سيارة هامر لإحضار عروسه للبيت. وهناك إجراءات يجب أن يتخذها المستأجر، كوجوب إمضاء العقد بتقديم الوثائق الرسمية كرخصة السياقة وبطاقة التعريف، ناهيك عن الدفع المسبق الذي يتراوح ما بين 8000 دينار إلى 20000 دينار جزائري. ومما يثير الانتباه أن الكثير من العائلات الجزائرية أصبحت ترى في كراء مثل هذه السيارات فرصة للتباهي وليس للضرورة، فلم تعد فساتين الزفاف وحلويات العرس الوحيدة في سباق المقارنة والتفاضل، بل دخلت السيارات المجال وعلى رأسها الهامر سيدة مواكب الأعراس، رغم أن سعر كرائها يصل إلى 50 ألف دينار وقد يبلغ 120 ألف دج.