تراجع هذه السنة الإستثمار في تجارة كراء السيارات بعنابة، خاصة التنافس الحاد بين الوكالات في الأسعار والخدمات، بعد أن كان الإقبال عليها واسعا في موسم الصيف والأعراس، بالإضافة إلى التوافد الهائل للمغتربين الذين يشكلون الفئة الأولى من زبائنها• بعد النجاح المذهل الذي حققته في السنوات الأخيرة تجارة كراء السيارات، بالخصوص في جوهرة الشرق بونة، بفضل الإقبال الكثير عليها سيما من طرف المهاجرين والمغتربين الذين يلجأون إليها فور نزولهم من المطار أو من الباخرة ومن طرف الكثير من العرسان، انتشر مؤخرا هذا النوع من النشاط بشكل مذهل•• وهو ما نلاحظه في مختلف أرجاء ولاية عنابة التي احتضنت وكالات تتوفر على سيارات من مختلف الماركات العالمية ومن أحدث طراز ترضي كافة الأذواق، لكن رغم أن الإستثمار في هذه التجارة الموسمية التي ساهم في إنعاش السوق الوطنية بنسبة 60% قد تراجعت هذه الصائفة بعض الشيء، وهو ما أكده لنا العديد من أصحاب كراء السيارات الذين اشتكوا ركودا ملحوظا، مشيرين إلى وفرة سيارات ذات طابع سياحي يتلاءم ومواصفات كل منطقة خاصة بالمنتجعات الجبلية والفضاءات السياحية الأخرى، لكن هذه المركبات مركونة في وكالاتهم ومستودعاتهم دون طلب عليها، وهي السيارات التي كانت خلال سنة 2008 في خدمة المصطافين خاصة المغتربين الأجانب• وعلى صعيد آخر أكد أصحاب محلات كراء السيارات أن الإنتشار الكبير لهذا النوع من النشاط جعل المنافسة تشتد خصوصا فيما يتعلق بالأسعار التي لم ترتفع هذه السنة بل عرفت انخفاضا كبيرا• وفي سياق متصل، أوضح لنا أحد المتعاملين الإقتصاديين أن الزبائن يفضلون التعامل مع الوكلات القديمة رغم أنها تفرض عليهم الإلتزام بالكثير من الشروط كدفع مبلغ مالي كبير تتراوح قيمته 200 ألف دج كضمان لسلامة السيارات، وكذا منع كراء السيارات للشباب الذين تترواح أعمارهم ما بين 20 إلى 30 سنة، وإن كانت الوكالات الجيديدة لا تفرض هذا النوع من الشروط والإجراءات التعجزية فهي لاتعرف إقبالا واسعا، وهو ما أثر سلبا على نشاطها اليومي• وفي سيا ق متصل فإن الركود في عملية الإستثمار في السيارات يعود إلى نقص الزبائن خاصة بتفادي التعامل مع المغتربين والعرسان والإكتفاء فقط بالسيارات الأجنبية والفنادق الكبرى بعنابة التي يتم التعاقد معها من أجل توفير سيارات فخمة في الأعراس•