كذبت نقابات الصحة إلى جانب أطباء وصيادلة، تصريحات الوزير ولد عباس بعدم نقص الأدوية بالسوق الوطنية، كاشفة أن عددا من الأطباء يضطرون لإلغاء مواعيد عمليات جراحية بسبب عدم توفر القفاز والمخدر حتى لا نقول الأدوية. * فضح رئيس عمادة الأطباء الجزائريين الدكتور محمد بقاط بركاني في تصريح "للشروق اليومي" استمرار نقص الأدوية، بما فيها نقص أبسط المُعدات الطبية وفي مقدمتها "القفاز الطبي" المستعمل لإجراء العمليات الجراحية، إلى جانب اضطرار مئات المرضى ترك سرير المرض بالمستشفيات العمومية نحو العيادات الخاصة لغرض إجراء العمليات الجراحية، التي لم تمسها أزمة نقص المخدر بسبب اعتمادها على الاستيراد لتغطية احتياجاتها الطبية. * وأضاف الدكتور محمد بقاط بركاني قائلا: "نحن كأطباء لا يلزمنا أمام نقص أبسط الوسائل إلا الاعتذار لمئات المرضى ممن يضطرون لانتظار دورهم لشهور من أجل إجراء العمليات الجراحية، وتلغى في نهاية المطاف أو تؤجل بسبب عدم وجود قفاز طبي". * من جهته، استغرب الدكتور إلياس مرابط رئيس نقابة ممارسي الصحة العمومية والتي تضم معها الأطباء الممارسين لمهنتهم داخل المستشفيات العمومية، أن رقعة نقص الأدوية في اتساع مستمر، فمن نقص أدوية الأمراض المزمنة إلى نقص أدوية التخدير وأبسط الاحتياجات الضرورية لإجراء العمليات الجراحية داخل المستشفيات العمومية. * واعتبر أن برنامج ترميم المستشفيات أثقل كاهل قطاع الصحة، وجعلها عاجزة عن استيراد الأدوية، كون فاتورة الأدوية بعد الترميمات أحصت ارتفاعا في أقل من عشر سنوات من 600 مليون إلى 2 مليار، دون تحقيق الغرض، وأشار محدثنا أن طابور إنتظار المرضى، أصبح ديكورا لغالبية المستشفيات. * وقد أثار إلغاء وتأجيل عدد من العمليات الجراحية بالمستشفيات إنزعاج عدد من عائلات المرضى التي احتجت لدى مسؤولي إدارة المستشفيات التي لا تشرح لعائلات المرضى سبب إلغاء أو تأجيل العملية الجراحية إلى موعد آخر، وهو ما يدخل المريض في دوامة جديدة من القلق النفسي وحجزه بالمستشفى لأيام قد تصل إلى أربعة أشهر كاملة، كما هو الحال مع مرضى العمليات الجراحية المستعصية على غرار جراحة القلب. كما تطرق رئيس جمعية إلتهاب الكبد الفيروسي عبد الحميد بوعلاق في تصريح للشروق إلى نقص لقاح مرضى التهاب الكبد الفيروسي عبر المستشفيات، وهو ما تسبب في معاناة المرضى، خاصة وأن اللقاح لا يمكن شراءه من الصيدليات وغير مُتواجد بالعيادات الخاصة.