حفيده ل"الشروق": القائمون على ملتقى قسنطينة لا يعرفوننا فكيف يكرّموننا؟ انتفضت عائلة الشهيد وعميد القصة القصيرة في الجزائر أحمد رضا حوحو في حديث ل"الشروق" ضد الإهمال والإقصاء الذي طال التراث الأدبي الذي تركه، الأمر الذي أدى إلى ضياع العديد من أعماله ومخطوطاته في ظل الأوضاع الاجتماعية القاسية، التي تعيشها عائلة ابنه الوحيد عمي مصطفى الذي بقي منذ ثلاثة أشهر طريح الفراش ولم يلتفت له أحد المسؤولين، مع الإشارة إلى أنه يعيش في شقة بسيطة جدا بباش جراح بالعاصمة. * وجدنا عمي مصطفى نجل الشهيد رضا حوحو مريضا ولا يقوى على التواصل إلا بالإشارة أو الابتسامة التي لا تفارقه، وكانت معاناته مع المرض قد بدأت قبل ثلاثة أشهر، عندما أصيب بشلل نصفي، حيث أخبرنا ابنه أسامة، أنه ذاق الأمرين من أجل الظفر بسرير لوالده بالمستشفى، ولولا وساطة أحد أصدقائه لتعرض لمضاعفات لا تحمد عقباها، خاصة وأن حالته كانت تتطلب البقاء في العناية المركزة، بعد أن رفضت معظم المستشفيات استقباله. * وقال أسامة في حديثه عن والده، أنه يعيش من منحة التقاعد التي يتقاضاها نظير خدمته كتقني في مؤسسة الإذاعة الوطنية منذ مطلع الاستقلال إلى غاية نهاية التسعينيات من القرن الماضي، حيث كان الفضل ل"عمي مصطفى" في تجهيز استوديوهات الإذاعة الوطنية وحتى الإذاعات الجهوية، بالإضافة إلى إذاعة الصحراء الغربية. * وواصل أسامة في حديثه عن والده وجده، مشيرا إلى أن والده سجن في عهد الاستعمار الفرنسي خمس سنوات، لكنه لا يستفيد من أي منحة بعد أن أخبرته الجهة الوصية أن ملفه قد ضاع. * لا أحد اتصل بنا من ملتقى قسنطينة * أكد أسامة حفيد، الشهيد رضا حوحو، أن عائلته سمعت عن ملتقى أدب رضا حوحو الذي تحتضنه مدينة الجسور المعلقة منذ أيام من خلال الجرائد، وأنهم لم يتلقوا أي دعوة من القائمين على الملتقى بخصوص التكريم. وأوضح ذات المتحدث أن منظمي الملتقى ربما يكونون قد اتصلوا بأحد الأقارب في قسنطينة، مشيرا إلى أن والده أحق بهذا التكريم وأنه لا يزال على قيد الحياة. * واستطرد أسامة متحسرا:"لا أظن أن القائمين على قطاع الثقافة يسمعون بنا أصلا فكيف سيتصلون بنا أو يفكرون فينا؟". * المؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع سرقت 8 من مخطوطاته * وفي حديثه عن الإرث الأدبي الذي تركه جده، استنكر أسامة استيلاء مسؤولين بالمؤسسة الوطنية للنشر والتوزيع على ثمانية مخطوطات له، كانت قد حصلت عليها من عائلة الأديب في السبعينيات لغرض طبعها لكنها لم تنشر، ولم يظهر لها أثر منذ ذلك الوقت، وقال إن تلك المخطوطات كانت عبارة عن مسرحيات، من بينها "بائعة الورد" و"سي عاشور والتمدن" و"صنيعة البرامكة". * كما أشار إلى الأعمال التي تركها تحت الطبع في السعودية على رأسها مخطوط يحمل عنوان "في أدب الاجتماع" و"عشرة سنوات في الحجاز"، الذي يروي فيه الكاتب تجربته في السعودية، غير أنها لم تظهر إلى يومنا هذا، ومخطوط آخر كان كذلك تحت الطبع في السعودية يتضمن نظريات جديدة حول الأدب ومصيره، وكان رضا حوحو قد أوكل خلال إقامته بالسعودية مهمة طبعها للأستاذ عبد القدوس الأنصاري، الذي كان في ذلك الوقت قائما على أحد دواوين الملك، حيث أشار هذا الأخير إلى ذلك في إحدى كتاباته عندما أبلغ بنبأ استشهاد رضا حوحو، كما تحدث الشهيد حوحو عن نيته في العودة والاستقرار بالحجاز، بعد أن أخطر بأن اسمه ضمن القائمة الحمراء لدى السلطات الفرنسية وأن العدو الفرنسي يدّبر لتصفيته، غير أنه تراجع عن الفكرة بعد اندلاع ثورة التحرير، لأنه كان يرى في مغادرة الجزائر في تلك الفترة خيانة للوطن.