بعد رواج خبر اختطاف سفينة الشحن الجزائرية (البليدة) من قبل القراصنة الصوماليين، وعلى متنها 17 بحارا جزائريا كما تناولته "الشروق"، حاولنا الاتصال بعائلات البحارة الرهائن لمعرفة أخبارهم، إذ تنقلنا إلى مسقط رأس أحد البحارة المحتجزين المدعو "جمال ملواني" من مواليد 19 سبتمبر 1966 والكائن ببلدية حمام ملوان، حيث حاولنا التعرف على بيت البحار الممتهن لهاته المهنة منذ حوالي 20 سنة والمعروف في وسط أبناء المدينة. * وقد استقبلتنا والدة جمال ملواني، خالتي مسعودة، صاحبة السبعين سنة والتي غمرتها الفرحة بمجرد إعلامها أننا من جريدة "الشروق" وأخبرتنا بأننا أول جريدة ووسيلة اعلامية زارتها في منزلها بعد اختطاف ابنها المفضل "جمال" البالغ من العمر 44 سنة في السواحل العمانية وواستها في مصابها وكان أول ما تكلمت عنه والدته العجوز والدموع تنهمر من عينيها، أنها كانت بصدد التحضير لزواجه خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد عودته من رحلته البحرية، ولتضيف لنا أنها لم تره منذ حوالي تسعة أشهر وهو تاريخ توجهه نحو دولة الإمارات لأداء مهامه، وكانت الوسيلة الوحيدة للاتصال هي الهاتف النقال، غير أنها أكدت بأنها لم تسمع صوته منذ عيد الأضحى الفارط، حيث اتصل من أجل تقديم تهنئة العيد باعتبارها الشخص المقرب له بعد وفاة والده المجاهد، وظلت تتلقى الأخبار عنه من طرف ابنها الأكبر "محمد" المشتغل بالعاصمة أو عن طريق صديقه "عز الدين"، يطمئنانها في كل مرة عن ابنها. * وبعد حصولنا على رقم هاتف شقيق جمال الشخصي الذي يعمل كجمركي في العاصمة، اتصلنا به وأخبرنا بأنه تلقى مكالمة هاتفية من جمال منذ حوالي 21 يوما وأخبره انه بصدد دخول ميناء "سلال الكيني" خلال ساعات قليلة، كما أخبره بأنه سيعود إلى البيت في أواخر شهر جانفي الجاري، وأضاف لنا شقيقه الأكبر بأنه بتاريخ 31 ديسمبر الماضي تلقى رسالة sms كتب فيها بعد أن ألقى عليه السلام بأنه بخير وهنأه وأفراد العائلة بحلول العام الجديد ليخبره بأنه متواجد حاليا بسلطنة عمان، وأنه سيتوجه بعد ساعات إلى دار السلام وختم رسالته القصيرة أنه يرجو لقاء عائلته وهم بخير. * البحار جمال: إهتموا بوالدتي * وقد أخبرنا صديق جمال المدعو عز الدين في منزلهم العائلي بأنه اتصل به عن طريق الهاتف وطلب منه أن يهتم بوالدته ولا يتركها لوحدها في غياب شقيقيه عن البيت وأن يوفر لها ما تريد إلى غاية عودته من الرحلة البحرية التي سيعود منها بعد أيام قليلة مباشرة بعد خروجه من السواحل الكينية ومنذ ذلك اليوم -يضيف صديقه - لم يتلق منه أي اتصال إلى غاية وصول خبر احتجازه من قبل القراصنة الصوماليين أول أمس الذي نزل عليه كالصاعقة.