شيعت، يوم أمس، جنازة الضحية الشاب لبزة عز الدين الذي سقط خلال المواجهات التي وقعت ليلة الخميس إلى الجمعة، بمدينة عين ن الحجل، بعد الحركة الاحتجاجية التي نظمها العشرات من المحتجين كما شيع امس عقب صلاة العصرجثمان الشاب عبد الفتاح عكريش الذي لقي حتفه ليلة الجمعة الى السبت في اثناء احتجاجات كبيرة للشبان بوسط اتلمدينة ،وسط اجواء مهيبة حضرها الآلاف من المواطنين * * ، حيث شهد تشييع الجنازة التي تمت قبيل صلاة العصر، حضور الآلاف من المشيعين خاصة من فئة الشباب وأصدقاء الضحية وكذا السلطات المدنية والعسكرية للولاية، فيما فرضت قوات الأمن طوقا أمنيا، حيث سارت الجموع الغفيرة في جو مهيب وهو ما ساهم في تهدئة الأوضاع، خاصة تدخل إمام المسجد من خلال الموعظة التي قدمها أمام جموع المشيعين والتي تمحورت حول الوحدة والتضامن لتتفرق الجموع دون تسجيل أي أحداث إلى غاية كتابة هذا الخبر . * وبالمقابل سجل يوم أمس، عبر أغلب بلديات ومدن ولاية المسيلة، احتجاجات واسعة النطاق تخللتها اقتحامات لمؤسسات ومبانٍ عمومية من قبل المحتجين والتي أسفرت في النهاية عن سرقة العديد من ممتلكاتها وتجهيزاتها وإضرام النار بداخلها، آخرها ما حدث ليلة أمس عندما داهم عدد من المحتجين الحظيرة المخصصة لركن مركبات بلدية عين الخضراء الواقعة شرق الولاية، حيث أحرقت 9 آليات وسرقة أجهزة مختلفة حسب ما أكده مصدر مقرب من المجلس البلدي، نفس الشيء سجل على مستوى بلدية برهوم، حيث تم تكسير نوافذ وأبواب المبنى الحديث للأمن والذي تم إنجازه مؤخرا، وفي عين الحجل التي شهدت سقوط أول ضحايا الاحتجاجات التي شهدتها البلاد، حاول المحتجون ليلة أول أمس اقتحام مقر أمن الدائرة وحرق إحدى الآليات التابعة للأمن. وحسب مصدر عليم ، فإن أعيان المدينة وأئمتها تدخلوا للحيلولة دون وقوع صدامات أخرى بين المحتجين وقوات الأمن التي تحصنت بداخل المقر، حيث بعد ساعات يضيف ذات المصدر انفرج الوضع وعاد الهدوء للمدينة، في الوقت الذي شوهدت عشية أمس بمدينة المسيلة تحرك قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني والتي عززت من تواجدها قرب المباني الرسمية في محاولة فرض الأمن والهدوء، كما علمنا أن عمليات الاعتقال فاقت 100 شخص من بينهم مسبوقون قضائيا، فيما وصل عدد المصابين في صفوف قوات الأمن حوالي 55 عون أمن، وأشير في هذا السياق أيضا إلى أن خمس مقرات أمن حضري عبر الولاية ساهمت في التدخل وبشكل كبير في استرجاع عدد كبير من التجهيزات التي تم سرقتها من مبانٍ عمومية، أبرزها أجهزة الكومبيوتر والهواتف . * على صعيد آخر علمت الشروق اليومي أن حالة استنفار قسوى أعلنت بولاية المسيلة، بعد ورود معلومات أكيدة عن تغلغل جماعة إرهابية وسط المحتجين، تنوي تنفيذ عملية انتحارية بالعديد من المناطق الحساسة، حيث تقوم مصالح الأمن بتشديد أمني غير مسبوق لتحديد موقعهم. وحسب نفس المصادر فإن الجماعة الإرهابية المتسللة والتي فرض عليها حصارا منذ قرابة الشهرين بجبال بوكحيل، حاولت اختراق الحصار من خلال الدخول والمشاركة في أعمال الشغب واشتباكات مع مصالح الأمن، حيث يبدو أن هذه العناصر الإرهابية لم تجد منفذا للتزود بالمؤونة بعد مدة الحصار الطويل . * المعلومات تمّ استقاؤها من عنصر دعم كان يحرض على إتمام العملية، حيث حدّدت هوية بعضهما، كما زوّدت مصالح الأمن بصور عنهم لتحديدهم بصورة أدقّ * تشييع جثمان عبد الفتاح ببواسماعيل * شيع امس عقب صلاة العصرجثمان الشاب عبد الفتاح عكريش الذي لقي حتفه ليلة الجمعة الى السبت في اثناء احتجاجات كبيرة للشبان بوسط اتلمدينة ،وسط اجواء مهيبة حضرها الآلاف من المواطنين ،و قد انطلق الموكب الجنائزي في حوالي الساعة الثالثة و النصف بعد الزوال من منزل عمي حسين بحي اللوز المعروف بالكاريار لحظات فقط بعد استقبال جثة عبد الفتاح من مستشفي فرانتز فانون بالبليدة اين خضعت للتشريح من قبل الطبيب الشرعي ،حيث عبر الموكب شوارع المدينة الؤدية الى مسجد عمر بن الخطاب بالباليلي لتأدية صلاة الجنازة على روحه ،وكادت الاور تنزلق عندما بلغ الموكب الشارع الرئيسي لحي الباطوار عندما رشق بعض الشبان قوات مكافحة الشغب التي كانت مرابضة بالمدخل الشرقي للحي غير ان تدخل العقلاء من المواطنين أعاد الهدوء الى الموكب الذي واصل مساره نحو المسجد تحت اهازيج و صيحات الشباب المناهضة لمسؤولي الدولة ،وعقب الصلاة ناشد عمي حسن والد االضحية جموع الشباب بالتزام الهدوء لتفادي وقوع انزلاقات خطيرة و خاطب الشباب الذين احاطوا به بكل شجاعة " ارجوكم التزموا الهدوء و لا تفسدوا جنازة ابني انه قضاء الله و لا مراد لقضائه ارجوكم الهدوء ثم الهدوء اثناء او بعد تشييع الجنازة * و رغم ما تركته مناجاة عمي حسين من أثر شديد غير ان الوض عرف عقب الجنازة توترا خطيرا بدخول المئات من الشباب في مشادات عنيفة مع قوات مكافحة الشغب التي استعملت القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم و محاصرتهم في نطاق ضيق حتى لا تتوسع اعمال الشغب التي اخذت منحى يندر بالخطر ،و لاتزال الاوضاع غير مسقرة بلامدينة الى حد كتابة هذا الموصوع الامر الذي اثار مخاوف المواطنين من توسع رقعة اعمال الشغب التي انطلقت احتجاجا على رفع الاسعار في بعض المواد الغذائية للتحول الى اعمال شغب و تخريب الممتلكات العامة و الخاصة . * الشروق تزور عائلة الضحية بحي جبانة اليهود بعنابة * الحاج الصادق بن جديد يلفظ أنفاسه الأخيرة * شيعت يوم أمس الأحد بمقبرة سيدي حرب بعنابة جنازة الشيخ الصادق بن جديد وهو من أبناء عمومة الرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد البالغ من العمر 77 سنة بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بحالة الاختناق الحادة التي ألمت به، على إثر استنشاقه لدخان قنبلة مسيلة للدموع سقطت أمام مسكنه الكائن بحي 11 ديسمبر، أو ما يعرف بجبانة اليهود الذي شهد ليلة البارحة مشادات عنيفة بين قوات الشرطة وعدد من المتظاهرين على خلفية الزيادات الأخيرة التي مست عددا من المواد الغذائية. * وبحسب ابنه الأكبر جمال البالغ من العمر 46 سنة للشروق اليومي فإن والده المتقاعد منذ مدة من شركة سوناطراك كان يعمل ومنذ اندلاع الأحداث على تهدئة الوضع العام في هذا الحي الشعبي وهو محبوب ومعروف لدى الجميع ويحظى بتقديرهم. وبينما كان جالسا أمام المنزل بعد أداء صلاة العصر حتى تعرض الى استنشاق غاز منبعث من بقايا قذيفة مسيلة للدموع وسقط مغشيا عليه، ولم تتمكن العائلة من الاسراع بنقله الى المستشفى نظرا لصعوبة حركة المرور وسد الطرقات بالمتاريس والعجلات المطاطية، ويكون قد لفظ أنفاسه الأخيرة قبيل وصوله المستشفى . * ويقول ابنه جمال إن الضحية قد فارق الحياة تاركا وراءه 06 أولاد معظمهم دون عمل. ويتقدم بالمناسبة عبر الشروق اليومي بالشكر الجزيل الى كل سكان الحي الذين توافدوا بكثرة لحضور مراسيم الجنازة التي كانت حاشدة وهادئة ومؤثرة. * وخلال تواجدنا بالحي تمكنا من رصد حالات التأثر الشديد التي أصابت أفراد العائلة وسكان الحي الذين قالوا في تصريحات متطابقة للشروق اليومي، إن عنابة بشكل عام قد فقدت شيخا حكيما ومصلحا ومحبوبا ووطنيا ومخلصا للأمة والشعب. *