شيعت، عصر أمس، جنازة الشاب عكريش عبد الفتاح، 32 سنة، الذي سقط برصاصة ''طائشة'' ليلة أول أمس، في مواجهات بين جموع من الغاضبين وقوات مكافحة الشغب بمدينة بواسماعيل في تيبازة. وحضر حوالي أربعة آلاف مشيع من أصدقاء المرحوم وأقاربه وسكان البلدية. وصلت جثة الضحية إلى منزله في حدود الثانية والنصف زوالا، بعدما أخضعت للتشريح بمصلحة الطب الشرعي بمستشفى ''فرانتز فانون'' بالبليدة، وألقيت عليه النظرة الأخيرة في بيته الكائن بحي اللوز شرقي بواسماعيل، وانطلق الموكب الجنائزي المهيب في حدود الثالثة بحضور حوالي ألفي شخص من سكان الأحياء الجنوبية والشرقية، قبل أن يتوسع عددهم ليقارب ال5 آلاف مشيع، فيما أغلقت المحلات التجارية بالمدينة. وبعد الجنازة، وبمجرد وصول المشيعين إلى حي ''الباتوار''، انفلتت الأوضاع بعدما دخل بعض المراهقين والشبان في مناوشات مع قوات مكافحة الشغب المتمركزة منذ أربعة أيام بالحي، حيث تم رشقها بالحجارة قبل أن ترد بوابل من القنابل المسيلة للدموع التي انتشرت عبر شارع حمرات محمد، والطريق الوطني رقم 69 ووصلت إلى غاية شارع الإخوة بلحاج. وامتدت المواجهات إلى وسط المدينة عبر شارع دوخي معزوز، الذي يتوسط مقري الدرك وأمن الدائرة، حيث قام أفراد من المشيعين برشق عناصر الأمن بالحجارة، في الوقت الذي وصلت تعزيزات أمنية مكثفة من درك وشرطة ووحدات مكافحة الشغب التي طوقت محاور وشوارع رئيسية. الوزارة تأمر مديري المؤسسات بالبقاء أثناء الدوام اتحاد الأولياء والنقابات تحذر من توريط التلاميذ في أعمال العنف أمرت وزارة التربية، أمس، مديري المؤسسات التربوية بعدم مغادرة أماكنهم أثناء فترة الدوام، تحسبا لأي طارئ، وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتأمين سجلات التلاميذ وإبعادها عن أي محاولة إتلاف من قبل المشاركين في أحداث العنف. وفي المقابل استنكر اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، بمعية نقابات القطاع، محاولات توريط التلاميذ وتحريضهم على ركوب موجة الاحتجاجات. علمت ''الخبر'' من مصادر مطلعة أن مسؤولي المؤسسات التربوية تلقوا تعليمات شفوية من مديري التربية في مختلف مناطق الوطن تدعوهم فيها إلى البقاء في مؤسساتهم، حرصا على السير العادي للدروس والحفاظ على سلامة المتمدرسين. وهو الإجراء الذي بادر إليه عدد كبير من المديرين من تلقاء أنفسهم، بحيث ظلوا طيلة ليلة أول أمس على مستوى المؤسسات التي يشرفون على تسييرها، وتصدوا لمحاولات التخريب والحرق التي كانت ستطال عددا من المدارس، لكنهم دعوا السلطات إلى تأمين حراسة من عناصر الشرطة أو أعوان أمن عاديين على المدارس المتواجدة في المناطق ''الساخنة'' اجتنابا لمزيد من الخسائر في المنشآت والهياكل. ومن جانبه، أكد رئيس اتحاد جمعيات أولياء التلاميذ، خالد أحمد، أن الاتحاد، بالتنسيق مع مديري المؤسسات التربوية، قرروا إقحام الأولياء سيما الآباء في حماية المؤسسات التي يدرس فيها أبناؤهم، تطوعا أثناء فترة النهار. ووجه المتحدث، إلى جانب نقابات قطاع التربية، نداء عاجلا إلى أولياء التلاميذ لتوعية أبنائهم بخطورة الوضع ولعدم الخضوع لمساعي استدراجهم في موجة العنف والشغب باسم مطالب بيداغوجية يمكن مناقشتها في وقت لاحق. وهو نفس الموقف الذي تبنته النقابات، حيث نددت بمحاولات دفع التلاميذ إلى الخروج إلى الشارع، مثلما سجل أمس في ولايات البويرة وبجاية وعنابة والعاصمة تحت غطاء تخفيف البرامج والمناهج. وقد التحق العديد من التلاميذ، أمس، بمقاعد الدراسة في أجواء من القلق، واضطر آخرون للعودة إلى منازلهم في وقت مبكر بعدد من المناطق، خوفا من التعرض لإصابات جراء الرشق بالحجارة من قبل المشاغبين، كما سجل العديد من الغيابات لذات الأسباب. وإجمالا شهدت المؤسسات التربوية المتضررة من أعمال الشغب في بعض ولايات الوطن ''استئنافا عاديا'' للدروس، حسب وزارة التربية التي أشارت، في حصيلة جديدة لوضعية هياكل القطاع، بأن ''45 مؤسسة منها 21 ثانوية من مجموع 1900 و20 إكمالية من بين 5000 مؤسسة و4 مدارس ابتدائية من بين 18000 مؤسسة، تضررت من أعمال الشغب التي مست مدنا ومناطق من الوطن''. وأضاف بيان الوزارة أن الأولياء بولاية بجاية لم يرسلوا أبناءهم إلى مؤسستين تربويتين، واحدة بدرقينة والأخرى بخراطة. وأشادت بحركة المواطنة الواسعة ''من أجل حماية المؤسسات التربوية من أعمال الشغب. بعد جنازة لبزة عز الدين بمقبرة عين الحجل مسيرة للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين في المسيلة تجددت الاحتجاجات، عصر أمس، بمدينة عين الحجل بالمسيلة، في أعقاب تشييع جنازة الشاب لبزة عزالدين الذي لقي حتفه يوم الجمعة الماضي في مواجهات مع قوات الأمن، إذ فور الانتهاء من مراسم الدفن، توجه المئات من المشيعين باتجاه مقر أمن الدائرة في حالة من الغضب الشديد. وحسب مصادر ''الخبر''، فإن المسيرة التي انتظمت في سرعة البرق في الخط الفاصل بين المقبرة والمقر الذي ترابط فيه قوات الأمن التابعة للدائرة، سرعان ما تصدت لها قوات مكافحة الشغب التي فرقت الجموع المذكورة، في الوقت الذي أشارت ذات المصادر إلى أن كوكبة من أئمة المدينة وأعيانها ومن ورائهم المئات من الشبان اتجهوا في مسيرة سلمية باتجاه مقر الدرك الوطني للمطالبة بإطلاق سراح الموقوفين وتنحية رئيس أمن الدائرة من منصبه، بالإضافة إلى أحد أعوان الأمن الذي يعتقد أنه كان سببا في اندلاع الأحداث ومعروف باستفزازاته لسكان المدينة.