شد المنتخب الوطني لكرة اليد بعد ظهر أمس الرحال نحو العاصمة السويدية ستوكهولهم للمشاركة في فعاليات البطولة العالمية لهذه الرياضة التي ستنطلق يوم غد، حيث سيبدأ الدورة كما هو معلوم بمواجهة منتخب صربيا يوم الجمعة وهي المباراة التي يصفها اللاعبون والطاقم الفني بمفتاح المشاركة الجزائرية، حيث يتوقف عليها على حد قول هؤلاء مسار النخبة الجزائرية العازمة على رفع التحدي أمام كبار العالم في هذه الرياضة كون المنتخب الوطني سيلعب في نفس المجموعة مع كل من صربيا التي سيواجهها في المباراة الأولى يوم 14 جانفي ثم المنتخب الكرواتي أحد أقوى المنتخبات العالمية والذي سيقابله يوم 16جانفي، بينما المباراة الثالثة لرفاق الطاهر لعبان فستكون في اليوم الموالي أي يوم 17 أمام المنتخب الروماني، ثم منتخب الدنمارك يوم 19، بينما اللقاء الأخير على مستوى المجموعة فمقرر يوم 20 أمام منتخب أستراليا. أشبال المدرب صالح بوشكريو الذين قضوا ليلة الإثنين إلى الثلاثاء في فندق المركور أجروا آخر حصة تدريبية صباح أمس قبل التنقل إلى باريس في الأمسية، ومنها إلى كوبنهاغن، ثم التوجه بعدها برا نحو السويد. * تحضيرات متذبذبة والمهمة صعبة وقبل تنقل الفريق، التقينا المدرب صالح بوشكريو بغرفته بالفندق للحديث عن هذه المشاركة والاستعدادات لها، فقال أن المنتخب الوطني جاهز بنسبة 80 إلى 90 بالمائة كونه واجه بعض الصعوبات في المحطة الأخيرة من التحضير بسبب إصابة بعض اللاعبين على غرار شهبور، بيلوم وبرياح، إضافة إلى تأجيل انتهاء المرحلة الأولى من البطولة الفرنسية ومتاعب توقف الرحلات في مختلف المطارات الأوروبية خلال شهر ديسمبر الماضي مما أجل التحاق عدد من اللاعبين، قبل أن يصطدم الفريق بمتاعب أخرى أهمها إلغاء بعض المباريات الودية مثل ما حدث مع المنتخب المصري الذي تعذر عليه في آخر لحظة مواجهة الفريق الجزائري في المباراتين اللتين كانتا مبرمجتين . و رغم ذلك، قال محدثنا أن الفريق حضر كما يجب ووصل إلى درجة مقبولة من الاستعداد، و لمباريات الودية التي لعبها بصرته بعيوب الفريق، طالما أن الأمر يتعلق بمنافسة كبيرة تنتظر التشكيلة ويجب أخذها بمنتهى الجدية. وقال بوشكريو أيضا أن اللاعبين يجب أن يكونوا في مستوى المهمة وثقل المسؤولية الملقاة على عاتقهم، والمنافسة العالمية تتطلب مجهودات كبيرة وإمكانات ضخمة .
" يجب أن نكون واقعيين ولا نطالب بالمستحيل " وأكد المسؤول الأول على العارضة الفنية للمنتخب الوطني أن من حق الجزائريين أن يحلموا بالذهاب بعيدا في المونديال، لكن ليس إلى درجة المطالبة بالمستحيل، يجب أن نكون واقعيين، قال بوشكريو الذي أكد أن فريقه سينافس منتخبات عملاقة في هذه الرياضة مثل كرواتيا والدنمارك اللذان يصلان كل مرة للمربع الذهبي للمنافسات الكبرى، إضافة إلى رومانيا العائدة بقوة إلى الواجهة العالمية في السنوات الأخيرة، وحتى صربيا، كل هذا يعني أن المهمة لن تكون سهلة ولا يجب أن نطلب من اللاعبين أكثر من طاقتهم.
تفادي الأخطاء والهزائم بنتيجة ثقيلة وأعلن الناخب الوطني أن التشكيلة مطالبة بتفادي الأخطاء البدائية التي كثيرا ما وقعت فيها في السابق، كما أنها مطالبة أيضا بتفادي الهزائم الثقيلة التي تؤثر على المعنويات وتمس أيضا بسمعة اليد الجزائرية. واعترف محدثنا أن الحديث عن الأهداف وتخطي الدور الأول من شأنه أن يؤثر على معنويات المجموعة ويزيد في الضغط على عناصره .
الطاهر لعبان : عامل التجربة قد يشفع لنا لتخطي الدور الأول
كشف اللاعب الطاهر لعبان الذي يعد أحد أقدم الأسماء في المنتخب الوطني بعد عبد الرزاق حماد أن التشكيلة الوطنية حضرت للموعد العالمي بما فيه الكفاية، كما أن لاعبيها اكتسبوا من التجربة ما قد يفتح لهم أبواب الترشح إلى الدور الثاني، مضيفا انه من غير المعقول أن يبقى الفريق يشارك في كل المواعيد العالمية دون أن يفكر في تخطي عتبة الدور الأول بحجة قلة التجربة وقلة التحضير . "أعتقد شخصيا أن المنتخب الوطني قادر على تخطي عقبة الدور الأول، كونه حضر جيدا لهذه المنافسة والمشاركة الإيجابية في كأس أمم إفريقيا الأخيرة بالقاهرة أمدته بشحنة إضافية هامة تمثلت في الثقة بالنفس والقدرة على العودة إلى الواجهة القارية التي احتكرتها الجزائر منذ أكثر من عشرين سنة، وهذه المرة نحن واعون بالمسؤولية ومدركون أن كل الجزائريين ينتظرون منا هدية التأهل للدور الثاني وتشريف الرياضة الجزائرية، وأنا واثق أننا قادرون على ذلك، كما أناني واثق ان المهمة لن تكون سهلة أمام كبار العالم في هذه الرياضة، ولا أخفي عليك أننا تمنينا لو تنقلنا إلى السويد بتشكيلة مكتملة بحضور برياح، بيلوم، شهبور، لأن ذلك كان سيزيدنا قوة .
المنتخب الوطني في ستوكهولم دون بدل رسمية
مشهد غريب نوعا ما وقفنا عليه صباح أمس بفندق المركور نتابع آخر تحركات التشكيلة الوطنية قبل تنقلها إلى السويد، حيث غادر رفاق حماد أرض الوطن ببدلهم الخاصة، وكأنهم تنقلوا للتربص هناك لا من أجل المشاركة في البطولة العالمية التي وبالتأكيد ستحضرها أكبر المنتخبات العالمية ببدل رسمية تليق بسمعتها وسمعة بلدانها، ولا ندري لماذا لم يفكر مسؤولو الاتحادية في ضمان ألبسة لائقة للمنتخب يزينون بها صورة الجزائر الدولية مثل ما فعله منتخب كرة القدم لدى تنقله إلى جنوب إفريقيا للمشاركة في المونديال الصائفة الماضية. وقالت مصادرنا داخل المنتخب الوطني أن حالة من التسيب عاشها الفريق لا سيما ما تعلق بالألبسة، وإلا بماذا يمكن تفسير حصول الفريق على تلك الألبسة صباح أمس قبل التنقل إلى السويد، ولماذا لم يحدث ذلك قبل يومين أو ثلاثة، فهل العيب في مسؤولي الاتحادية، أم في إدارة مؤسسة الألبسة الرياضية المكلفة بتموين المنتخب؟ * سيشارك في سادس مونديال .. حماد عبد الرزاق ل الشروق : " تحضيرنا لم يكن كافيا .. لكننا متفائلون بمشاركة قوية وقد نحدث المفاجأة
قال عبد الرزاق حماد، أقدم عنصر في المنتخب الوطني لكرة اليد، إن التحضيرات التي قام بها الخضر قبل مونديال السويد، ليست كافية للعب مباريات في المستوى، مشيرا إلى أن عدد المواجهات التي خاضها لرفقة زملائه في تونس والمجر، لا تكفي لتصحيح كل الأخطاء، والوقوف على مدى استعدادات التشكيلة، لأكبر حدث عالمي في كرة اليد . وصرح حماد للشروق، قبل مغادرة الخضر أرض الوطن باتجاه السويد قائلا: "لعبنا خمس مواجهات فقط في التربص الأخير، وهي غير كافية للتحضير لكأس العالم، فكان علينا على الأقل لعب 10 مواجهات ودية على أعلى مستوى، لنكوّن انسجاما كبيرا داخل المجموعة، فتجدر الإشارة إلى أن التشكيلة دعمت ببعض الوجوه الشابة التي تريد البروز في مونديال السويد . " وفيما يخص حظوظ الخضر في التأهل إلى الدور الثاني من كاس العالم بالسويد، يرى حماد بان المهمة صعبة، ولكن ليست مستحيلة، مشيرا إلى أن جل لاعبي المنتخب الوطني يؤمنون بإمكانية إحداث المفاجئة في المونديال، والمرور إلى الدور المقبل: "بالنظر إلى ما قمنا به في التحضيرات، وبالمقارنة أيضا مع المنتخبات التي تلعب في مجموعتنا، يمكن القول إن حجز مكان مع المنتخبات المتأهلة للدور الثاني أمر صعب للغاية، ولكن هذا لا يعني أننا سنكتفي بالمشاركة فقط، بل سنلعب كامل حظوظنا من مباراة لأخرى، ففي اأغلب الأحيان، تحدث مفاجآت عديدة في المونديال، ولم لا نحن من يصنع الحدث في السويد؟ " . وتجدر الإشارة إلى أن حمادي سيلعب مع الخضر سادس مونديال له، ويعد هو صاحب اكبر عدد من المشاركات، ويليه زميله هشام بودرالي .
لم نطالب الاتحادية بمنحٍ خاصة كشف لاعب المنتخب الوطني ،حماد عبد الرحمن، ان لاعبي المنتخب الوطني لكرة اليد، لم ولن يطلبوا من الاتحادية الجزائرية لكرة اليد، بمنح خاصة في مشاركاتهم السابقة، ولا اللاحقة في كأس العالم، مشيرا إلى أنهم تعودوا على التفكير في أدائهم فوق أرضية الميدان قبل كل شيء: "لم نشترط على الاتحادية أي شيء نظير مشاركتنا في المونديال، وقد علمنا أن رئيس الاتحادية سيقدم لنا بعض المنح المالية، وهذا ما لم نتعود عليه من قبل، وليست الأموال ما يمنحنا الإرادة والقوة اللازمتين لتقديم وجه طيب في المونديال، وتشريف الجزائر".
نراهن على عاملَي الخبرة والشبان يرى حماد ان تدعيم تشكيلة المنتخب الوطني بلاعبين شبان، سيقدم نفسا جديدا للخضر، مؤكدا أن الطاقم الفني سيعتمد على عاملي الخبرة والشباب، لإحداث التوازن المطلوب في جميع المباريات: "الخبرة في بعض الأحيان لا تكفي لوحدها، وسنعمل مع اللاعبين الشبان، الذين سيشاركون معنا في المونديال، على تكوين فريق قوي، ونحن كلاعبين ذوي خبرة، ستكون ليدنا مهمة أخرى فوق الميدان، وهي تاطير الشبان وتوجيهم لتفادي ارتكاب الأخطاء، فلا يخفى عليكم أننا سنواجه منتخبات عالمية، وتكرار الهفوات في أي مواجهة يعني تلقي عدد اكبر من الأهداف، وهذا ما يصنع الفارق دائما . "
قبل خامس مونديال له مع الخضر .. هشام بودرالي ل الشروق : " لا يخيفنا اي منتخب .. لا نعد بشيء والتأهل للدور الثاني ممكن "
قال هشام بودرالي، أحد أقدم لاعبي المنتخب الوطني، إن الخضر سيقدمون وجها طيبا في كل مبارياتهم بكاس العالم بالسويد، مشيرا إلى أن الخضر تعودوا على وجه طيب يشرف الكرة الجزائرية، على الرغم من قوة المنافسين، خاصة أن كاس العالم تجتمع فيها أفضل المنتخبات المتخصصة في هذا المجال، منها الدول الإسكندنافية: "لم نخف يوما من أي منتخب واجهناه في كأسي إفريقيا والعالم، والمنتخب الجزائري لديه شخصيته فوق الميدان، وهو ما يجعلنا دائما نقدم أداء طيبا، حتى وإن لم نتمكن من بلوغ ادوار متقدمة". وعن جاهزية الخضر للحدث العالمي، صرح بودرالي أن التحضير لم يكن بالقدر الذي تمناه الجميع، كون بعض الظروف القاهرة حالت دون لعب المنتخب اكبر عدد من المباريات: "الطاقم الفني سطر برنامجا تحضيريا خاصا، وكان من المفروض أن نلعب مواجهتين وديتين في تربص فرنسا، أمام مصر، ومسئولو هذا المنتخب اعتذروا عن المجيء إلى باريس، بسبب مشكل التأشيرة، وحتى نادي ايستر لم نواجهه بسبب الإصابات التي كان يعاني منها لاعبوه، ولحسن الحظ، فقد واجهنا متنخب تونس مرتين، ثم سلوفاكيا والمجر، وأتمنى أن نكون في لياقة جيدة في أولى لقاءاتنا بالمونديال، لأنها ستكون فاتحة جيدة لمشاركتنا في كاس العالم " .
سطرنا أهدافا مع المدرب وسنصل إليها بالسويد رغم أن حظوظ المنتخب الجزائري ليست كبيرة في التأهل إلى الدور الثاني في مونديال السويد، إلا أن المدرب بوشكريو سطر عدة أهداف مع لاعبيه: "ليس لدينا ما نخسره في المونديال، والضغط سيكون على منافسينا، وهو ما يساعدنا كثيرا على أداء مباريات في القمة، ولا ننسى ان هذا المونديال سيكون فرصة لبعض الشبان الجدد للبروز، وهذا عامل جد ايجابي". وأضاف محدثنا "اللاعب الجزائري متعود على صنع المفاجآت، ولن نعد الجمهور الجزائري بشيء، ولكن يمكننا التاهل الى الدور الثاني".