يسعى المنتخب الوطني الجزائري لكرة اليد (رجال) من خلال مشاركته في بطولة إفريقيا للأمم ال 19 لكرة اليد، المقررة من 11 إلى 21 فيفري الجاري بمصر، إلى الصعود على منصة التتويج الإفريقي وافتكاك بطاقة التأهل إلى مونديال السويد 2011. من أجل تحقيق هذا الطموح، أجرى الفريق الوطني العديد من التربصات الداخلية والخارجية، كانت مبعث ارتياح المدرب الوطني، صالح بوشكريو، الذي أكد أن البرنامج التحضيري المسطر قد تم تحقيقه بنسبة مائة بالمائة: ”كنا نهدف إلى لعب الكثير من المباريات الودية وهو ما تم فعلا، غير أن المشكل الوحيد الذي واجهنا هو عدم تمكننا من إشراك بعض اللاعبين المحترفين في هذه التحضيرات، حيث تم الاكتفاء بضمهم إلى التشكيلة في التربصين الأخيرين للفريق الوطني”. وأضاف المدرب بوشكريو، حول الأهداف التي تم تسطيرها خلال هذه المنافسة الإفريقية: ”هدفنا الأساسي من المشاركة في بطولة إفريقيا، هو أن نكون ضمن الثلاثة الأوائل والتأهل إلى المونديال، لكن هذا لا يعني أننا سنلعب نصف النهائي بدون طموح، بل سنبذل كل ما بوسعنا للوصول إلى النهائي”. وقد عمل الطاقم الفني الوطني، من خلال هذه التحضيرات، على استدراك بعض النقائص التي كانت تعاني منها التشكيلة، خاصة من الناحية الدفاعية والهجوم، حيث كان اللاعبون يضيعون الكثير من الكرات ويغامرون كثيرا في الهجوم. وهي النقطة التي يعمل المدرب الوطني جاهدا لإيجاد حلول لها قبل انطلاق الدورة. وفي تقييمه لمستوى التحضيرات، أعرب بوشكريو عن ارتياحه لإنجاز كل البرنامج الإعدادي المسطر وللمستوى الذي ظهر به السباعي الجزائري في المباريات الودية، سيما أمام اليابان وكوريا والغابون. وصرح بوشكريو قائلا: ”لعبنا مباريات مع أندية من القسمين الأول والثاني من البطولة الفرنسية، وكذا مرتين ضد منتخبات كل من كوريا، صاحب المركز العاشر عالميا واليابان، الذي يعتبر من أحسن المنتخبات الآسيوية، إضافة إلى الغابون. فعند مواجهتنا للمنتخب الكوري، فزنا عليه مرة، وخسرنا أمامه في أخرى، في حين تغلبنا مرتين على اليابان. لقد أظهرت هذه التحضيرات والمباريات الودية أننا نملك مستوى لا بأس به. وأتمنى أن تثمر هذه المجهودات في المقابلات الرسمية لبطولة إفريقيا للأمم”. ”اخترنا فرنسا لإجراء التربص بسبب لاعبينا المحترفين” وعلل المسؤول الفني الوطني سبب اختيار فرنسا لإجراء تحضيرات الخضر، بنشاط معظم اللاعبين المحترفين الجزائريين في البطولة الفرنسية، بقسميها الأول والثاني، ”وسعينا لإشراكهم في التحضيرات في الوقت الذي لا يمكنهم الغياب عن أنديتهم”. وبخصوص التشكيلة التي ستشارك في الموعد القاري، ذكر بوشكريو أن الفريق عرف انضمام العديد من العناصر الشابة، على غرار بركوس، الذي لعب ضمن صنف الآمال وشارك في بعض مقابلات الخضر في كأس العالم، وبات اليوم لاعبا أساسيا، حيث أبان مستوى ممتازا في كل المباريات الودية، إضافة إلى صالح شيخ ولمين ساحلي، اللذان يشاركان لأول مرة في بطولة إفريقية إلى جانب اللاعبين المخضرمين. من جهة ثانية، سيكون المنتخب الوطني محروما في هذا الموعد الإفريقي من خدمات اللاعب بلقاسم فيلاح المصاب، والذي اعتبره بوشكريو ”واحدا من الركائز الأساسية” للتشكيلة الوطنية. وأوضح في هذا الخصوص ”صحيح أننا كنا نتمنى أن يكون معنا، إلا أن الإصابة حرمته من المشاركة، لكن ذلك لا ينبغي أن يؤثر فينا، ذلك لأن الفريق القوي يجب أن يعتمد على عدة لاعبين ولا يتوقف أداؤه عند لاعب واحد”. وعند حديثه عن المجموعة التي ستلعب ضمنها الجزائر، شدد المدرب الوطني على ضرورة احترام المنافسين ولعب كل المباريات ”بجدية كبيرة” للمرور بنجاح إلى الدور الثاني رغم اعترافه بأنها في متناول أشباله. ”لا نملك الكثير من المعلومات عن المنتخبين الإيفواري والكونغولي، ومباراة المغرب ستكون داربي” وبالنسبة لمدى معرفته بمستوى منافسي المنتخب الوطني، كشف بوشكريو أنه لا يملك الكثير من المعلومات عنهم، وما لديه من معطيات فقد استقاها من لاعبي المجمع البترولي الذين سبق لهم الاحتكاك بهم في الكؤوس الإفريقية. وحسب اللاعبين، فإن فريق كوت ديفوار متوسط، في حين يتمتع منتخب الكونغو بمستوى لابأس به. أما المنتخب المغربي، فنعرفه جيدا ومقابلتنا معه ستكون عبارة عن داربي مغاربي وسنلعب من أجل الفوز بها”. وعن إمكانية مواجهة المنتخب المصري في الدور الثاني، يرى المدرب الوطني أن في المنافسة ”كل شيء وارد”، وينبغي التركيز وبذل المستطاع في سبيل ”تحقيق نتيجة إيجابية” وقال: ”إن خسرنا، علينا تقبل ذلك، وإن تفوقنا، فعلى المنتخب المصري أن يتقبل الأمر أيضا بكل روح رياضية لأنه عندما توج عام 2000 في الجزائر بكأس إفريقيا على حسابنا لم يحدث أي شيء في قاعة حسان حرشة، وكنا رياضيين والآن الكرة عندهم”. ولا يمكن الحديث عن المشاركة الجزائرية في بطولة إفريقيا لكرة اليد بمصر من دون أن يكون لحادث تعرض حافلة المنتخب الوطني الجزائري لكرة القدم إلى اعتداء بمصر في التصفيات الإفريقية لكأس العالم وقعه على نفسية اللاعبين ومعنوياتهم. وفي هذا السياق، كشف صالح بوشكريو ”لم نكن نتحدث عن موضوع الاعتداء في مصر مع اللاعبين، الذين تابعوا وانشغلوا بالأمر مثل كل الجزائريين، تجنبا لوضعهم تحت الضغط. لكن في آخر تربص، ومع اقتراب المنافسة، تطرقنا لهذه المسألة، حيث حرصنا على تمرير رسالة هامة للاعبين، مفادها أن يكونوا سفراء للجزائر والظهور بأحسن صورة وعدم الوقوع في فخ الاستفزازات والضغط وضرورة التركيز على طريقة لعبهم وضبط الأعصاب، لأن الرياضي الذي لا يتحكم في أعصابه، سينقص من دون شك من إمكانياته على الميدان”. وكان الجانب الأمني من المسائل التي شددت عليها الاتحادية الجزائرية لكرة اليد لحماية العناصر الوطنية وتجنب تكرار سيناريو الأحداث التي شابت لقاء 14 نوفمبر بين الجزائر ومصر في القاهرة في تصفيات كأس العالم لكرة القدم 2010، حيث تلقت يوم 29 ديسمبر الماضي تطمينات من الكونفدرالية الإفريقية بخصوص مشاركتها في الموعد المصري. وسيتنقل المنتخب الوطني لكرة اليد، رجالا وإناثا، اليوم، إلى مصر للمشاركة في كأس أمم إفريقيا، حيث سيستهلان الدورة بمواجهة منتخب كوت ديفوار مساء يوم الغد.