قدم سهرة اول امس المخرج لمين مرباح العرض الاول لفيلمه الجديد "المفقودة" امام جمهور سينمائي متواضع، الفيلم الذي كان اصلا مسلسلا انتجه التلفزيون الجزائري يحكي قصة عائلة جزائرية تفقد ابنتها "نعيمة" في ظروف غامضة وتتألم الأم لهذا الفقد اشد الالم وتتوالى احداث الفيلم وسط ديكور عائلي يروي تفاصيل معاناة الاسر الجزائرية من ازمة البطالة والبحث عن تحسين الظروف الاحتماعية وأزمة السكن وغيرها من المشاكل الاجتماعية التى ما تزال العائلة الجزائرية تعاني منها منذ الاستقلال. زهية منصر غير ان الملاحظ في هذا العمل الذي كتب السيناريو والحوار فيه وأخرجه لمين مرباح وأدى أدوار بطولته نخبة من الممثلين امثال محمد بن قطاف، ليندة ياسمين ونضال وغيرهم لم ينجح في نسج حبكة سينمائية راقية تتيح للمشاهد ان يخرج من الفيلم بنتيجة او انطباع بحيث بقي السبب الذي جعل "نعيمة" تختفي من البيت مجهولا ولم يعرفه المشاهد، كما ان اداء الممثلين لم يكن مقنعا حيث نحس طيلة ساعتين ان اغلبهم كان يفتعل دوره ربما ماعدا الممثلة نضال التي استطاعت الى ابعد الحدود ان تتقمص دورها كاملا هذا فضلا عن مشاهد التصوير وحركة الكاميرا التي كانت تتحرك ببطء شديد لا يعكس الريتم المطلوب في عمل من هذا النوع ودون الحديث ايضا عن الاخطاء الفادحة في التركيب والاضاءة. باختصار شديد كان الفيلم من البداية الى النهاية عبارة عن اكل وحديث على طريقة الافلام الفرنسية اذ لم يتوقف الابطال منذ بداية احداث الفيلم عن تناول "الكسكسي والبطاطا والتمر". المحتوى رغم انه يقدم قصة من العمق الجزائري لكن السيناريو فشل في تقديم عمل محترم يعكس تاريخ المخرج لمين مرباح الذي على ما يبدو وقع شهادة وفاته السينمائية في هذا العمل. وقد تساءل جمهور قاعة الموقار الذي "شبع ضحكا " من هذه "الرائعة الجزائرية" إذا كان مرباح الذي يشرف على تقييم أعمال سيناريوهات عاصمة الثقافة العربية والمستشار التقني لمدير التلفزيون الذي يرغب في تشجيع الانتاج الوطني ورئيس لجنة القراءة في وزارة الثقافة قدم عملا في مثل هذه المستوى فإبمكاننا أن نتصور حجم الكارثة التي تنتظرنا.