كشف المخرج الأمين مرباح عن مسلسل تلفزيوني جديد يتناول المصالحة الوطنية، بعنوان"الدار القديمة"، وسيبدأ في تصويره الأيام المقبلة بعد الانتهاء من تحضير ديكور المسلسل الذي سيحتضنه ملعب 5 جويلية، داعيا إلى إنشاء هيئة لمتابعة للأفلام التي ستدعمها وزارة الثقافة هذا العام ، تفاديا لتكرار أخطاء العام الفارط، حيث دعمت الوزارة أفلاما أساءت للشعب و الثورة الجزائرية. و قال المخرج في تصريحه ل"النهار"، على هامش عرض فيلمه "بلا جذور"، أن مهمة لجنة قراءة الأفلام هي رفض أو قبول الأفلام الموجودة بحوزتها، بينما لا تمتلك، على حد قوله، صلاحيات منع الدعم المادي لأي فيلم تراه الوزارة الوصية، أهلا للدعم، مشيرا إلى أن اللجنة قد عبرت عن رفضها منذ البداية لأفلام ثلاثة التي لاقت انتقادات شديدة بعد عرضها ، و يتعلق الأمر بأفلام" دليس بالوما"، لقرطوش غلواز ، و التي قال عنها متتبعيها أنها أساءت للشعب الجزائري و ثورته المجيدة، الأمر الذي جعل رئيس لجنة قراءة الأفلام على مستوى وزارة الثقافة، الأمين مرباح ، يدفع إلى ضرورة إنشاء لجنة متابعة الأفلام ، خاصة الوثائقية منها التي يصعب منذ الوهلة الأولى تحديد عناصرها و صيغتها النهائية قبل الانتهاء من تصويرها، مشيرا إلى الفيلم الوثائقي، "ما يبقى في الواد غير حجارو"، لجون بيار ليدو " الذي وافقت اللجنة على تصويره انطلاقا من "سينوبسيس"، الفيلم الذي لم يعرض حسب مرباح، كل المشاهد و التي اكتشفت الوزارة بعد انتهاء التصوير أنها مشاهد و تصريحات تسيء لهذا الشعب . وأعرب ذات المصدر، عن تأسفه عن تقاعس الدولة في إحياء الأفلام الجزائرية القديمة التي تؤرخ لحقب مهمة من تاريخ البلاد و بعثها للوجود ووضعها في متناول الأجيال ، و ذلك من خلال إعادة بثها عبر قاعات السينما و التلفزيون على غرار الدول الأخرى. و أكد المخرج بعد عرض الفيلم، في العدد الثالث لنادي السينما، على دور السينما في التأريخ وذلك لاعتمادها على الصورة التي تعتبر أسهل و أقرب وسيلة لنقل الحقيقة و الواقع. و قال الأمين مرباح أن الهدف من فيلمه السينمائي "بلا جذور" الذي أخرجه عام 1977 ، هو التعريف بحقبة تاريخية التي مر بها الشعب الجزائري إبان الاحتلال الفرنسي، و الذي تناول من خلاله موضوع استيلاء المعمرين الفرنسيين على أراضي الفلاحين الجزائريين، حيث عرض فيه معاناة سكان الونشريس ، الشلف، الذين استلبت أراضيهم و تم استغلالهم في نشاطات أخرى بعيدة عن قطاع الفلاحة الذي ألفوه، كمصدر رزقهم الوحيد. و يقول الأمين مرباح أن قصة الفلاحين الجزائريين مع الاستعمار الفرنسي هي إعادة لقصة فلاحي منطقة "ألزاس" بفرنسا مع الاحتلال الألماني خلال الحرب العالمية الأولى. وبخصوص تحضيره لمسلسل تلفزيوني حول المصالحة الوطنية، أوضح المخرج أن الأحداث تدور في حي قصديري ، يجمع العائلات المرحلة من حي القصبة العتيق بعد أن انهارت سكناتها أو أصبحت غير صالحة للسكن. و كما عودنا الأمين مرباح فان بطله في أعماله دائما الجماعة، فقد اختار هذه المرة عائلة من هذه العائلات التي تشهد تطورات البلاد في العشرية السوداء، وكذلك في أيام السلم و المصالحة، حيث تستقبل ابنها التائب الذي سلم نفسه إلى قوات الأمن ، و يعرض المخرج في عمله الأخير معاناة هذا الشاب الذي يلقى الرفض من أقرب الناس إليه، هذا المسلسل من سيناريو وإخراج الأمين مرباح، وتمثيل سيد علي كويرات وبهية راشدي.