دخل العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس الجمعة يومه الرابع والعشرين وسط تصعيد متبادل بين المقاومة التابعة لحزب الله وجيش الاحتلال. وقد واصلت المقاومة معركتها البرية وتصدت لمحاولات التوغل الإسرائيلية في الجنوب. وقد أعلن حزب الله أمس أنه قتل ستة جنود إسرائيليين قرب قريتي مركبا وعيتا الشعب في الجنوب، ليرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي خلال يومين إلى 10 عدد. وقال الحزب في بيان بث على تلفزيون "المنار" التابع له إن مقاتليه دمروا كذلك دبابة ميركافا في معارك عيتا الشعب. كما ذكرت مصادر أمنية لبنانية أن رجال المقاومة فجروا قنابل على جوانب الطرق وأطلقوا صواريخ مضادة للدبابات واستخدموا الأسلحة الآلية في اشتباكاتهم مع القوات الإسرائيلية. ليلى / الوكالات في تطور آخر ذكرت مصادر في حزب الله أن مقاتلي الحزب دمروا ناقلة جند إسرائيلية في منطقة رب ثلاثين جنوب لبنان وأوقعوا طاقمها بين قتيل وجريح.. وقد اعترفت إسرائيل بوقوع خسائر في صفوفها، ولكن بمقتل اثنين فقط.. ومن جهة أخرى، واصل حزب الله إطلاق الصواريخ على البلدات الشمالية لفلسطين المحتلة، وقد تسببت العملية في مقتل ثمانية إسرائيليين خلال اليومين الماضيين. وذكرت مصادر إسرائيلية أنه قد سقط في إسرائيل منذ 12 جويلية 2295 صاروخا، أدت إلى مقتل 28 شخصا وإصابة 1771 بالإضافة إلى 1111 إصابات هلع. ورغم مرور 24 يوما من العدوان ومئات الغارات الجوية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ونشر سبعة أفواج "نحو عشرة آلاف جندي" في جنوب لبنان لا يبدو أنه تم إضعاف قدرة الحزب اللبناني على إطلاق الصواريخ. وفي تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، قال مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الجيش لم ينجح حتى الساعة إلا في تدمير 10٪ من الترسانة.. وعلى الجانب الإسرائيلي، وسع الطيران الحربي الإسرائيلي قصفه أمس الجمعة مستهدفا المزيد من المدنيين، حيث استشهد حوالي ثلاثين شخصا في مختلف مناطق البلاد. وسجلت أكبر حصيلة في مجزرة ارتكبتها القوات الإسرائيلية في هجومها على ساحة لانتظار السيارات تستخدمها الشاحنات والحافلات قرب حدود لبنان مع سوريا في سهل البقاع بشرق لبنان، حيث تسبب القصف في سقوط 23 شهيدا، حسب حصيلة أولية، في حين سقط مدنيون آخرون في غارة جوية إسرائيلية على أربعة جسور أساسية على الطريق بين بيروت وشمال لبنان في مناطق أكثرية سكانها من المسيحيين، والجسور الأربعة المستهدفة بالقصف لأول مرة هي جسور رئيسية لحركة السير بين بيروت وشمال لبنان ومنه الى سوريا بعد أن قطعت الغارات الإسرائيلية عمليا الطريق الى معبر المصنع الحدودي المؤدي الى سوريا عبر شرق لبنان.. وقد اعتبر رئيس الجمهورية العماد إميل لحود أن هذا التوسيع هدفه "تشديد الحصار على اللبنانيين وقطع التواصل بين أبناء الوطن وتجويعهم بهدف الضغط لفرض الشروط التي رفضها لبنان الذي يتمسك بوقف فوري لإطلاق النار قبل أي خطوة أخرى". وقال لحود إن "الغارات التي نفذت تؤكد أن إسرائيل تحاول التعويض عن خسائر جيشها في الجنوب، وذلك بقطع الطريق الساحلية الوحيدة المتبقية لتأمين المساعدات للنازحين والمهجرين ولتموين البلاد بحاجاتها الى المشتقات النفطية والمواد الغذائية والإسعافات". ورأى نائب من التيار الوطني الحر بزعامة ميشال عون أن هذا التوسيع للقصف "مرتبط بالتصعيدين العسكري والسياسي الخميس" في إشارة الى تبادل التهديدات بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بقصف تل ابيب في حال قصفت بيروت وتهديد إسرائيل الصريح بتدمير كل لبنان.. إستشهاد 27 مزارعا على الحدود اللبنانية مع سوريا قالت مصادر أمنية إن 27 عاملا زراعيا على الأقل منهم سوريون قتلوا أمس عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية شاحنات يجري تحميلها بالفاكهة من المزرعة على الحدود اللبنانية مع سوريا. وقالت إن المزرعة تقع قرب قرية القاع في شمال سهل البقاع الشرقي. وأطلقت الطائرات ثلاثة صواريخ على الأقل على الشاحنات. ونقل القتلى والجرحى الى مستشفيات في مدينة حمص السورية. وما زال ثلاثة عمال في عداد المفقودين. إستشهاد فلسطينيين في عدوان إسرائيلي استشهد، الجمعة، أربعة فلسطينيين بينهم رضيعة "ثلاثة أيام"، بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلي، في منطقة الشوكة في رفح جنوب قطاع غزة. وذكرت ذات المصادر أن الشهداء الأربعة سقطوا خلال القصف المدفعي العنيف الذي تتعرض له منازل الفلسطينيين في المنطقة، التي تتعرض لعدوان إسرائيلي كبير منذ فجر الخميس. واستشهد ثمانية مواطنين بينهم طفل، فيما أصيب أكثر من 35 آخرين، أمس، حيث أفاد شهود عيان وأطباء بأن معظم الضحايا وصلوا إلى المستشفيات والمراكز الطبية، أشلاءً مشوهة ومحروقة، وكثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الليلة ما قبل الماضية وفجر أمس من عدوانها على منطقة الشوكة، حيث وسعت من توغلها الذي بدأ فجر أمس وقامت بمداهمة عدد كبير من المنازل واعتلاء أسطح بعضها وحجز ساكنيها في غرف دون السماح لهم بالتحرك.