دخل العدوان الإسرائيلي على لبنان أمس، يومه الثالث بتواصل القصف المتبادل بين المقاومة التابعة لحزب الله والاحتلال، مما أوقع خسائر في الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وقد خيمت أجواء الحرب على لبنان، حيث يعيش السكان حالة ترقب وانتظار خوفا من اجتياح إسرائيلي مباغت في ظل التهديدات الإسرائيلية بضرب العمق اللبناني وفي ظل عجز المجموعة الدولية عن كبح جماح حكومة ايهود أولمرت. مبعوث الشروق الى لبنان وقد أسفر العدوان الإسرائيلي حتى مساء الجمعة، عن سقوط 61 مدنيا لبنانيا وعشرات الجرحى، بالإضافة إلى تدمير عشرات المنازل والطرق والمعابر الحيوية في البلاد. وفي ردها على القصف الإسرائيلي المتواصل، استهدفت المقاومة التابعة لحزب الله أمس الجمعة، مدينة صفد "15 كيلومترا جنوبي الحدود اللبنانية" بسبعة صواريخ من طراز "كاتيوشا" المطورة، ما أوقع إثنى عشر إصابة على الأقل في صفوف الإسرائيليين، اثنان منهم إصابتيهما خطيرة، ووقع دمار كبير في بعض المناطق الحساسة في المدينة. وقد اعترفت الحكومة الإسرائيلية بالقصف وقالت إن حزب الله لم يستهدف هذه المنطقة منذ التسعينيات. كما قال متحدث عسكري إسرائيلي إن عشرين صاروخا سقطت على مدن صفد ونهاريا وهاتزور هاجليليت. وكانت إسرائيل قد قالت انه سقط صاروخان من صواريخ حزب الله على مدينة حيفا الساحلية، لكن حزب الله نفى الخبر ولم يستبعد تورط إسرائيل في الحادث. من جهة أخرى، بعث حزب الله برسالة تهديد للقيادة العسكرية الإسرائيلية أكد فيها أنه في حال قصف الضاحية الجنوبية في لبنان أو قصف أهداف في العاصمة بيروت، فإن المقاومة اللبنانية ستقوم بقصف مدمّر لمدينة حيفا الساحلية. وأكد الحزب على لسان أحد نوابه، أن قرار قصف مدينة حيفا قرار واقع وجاهز للتنفيذ. مؤكداً أنه في حال تنفيذ الجيش الإسرائيلي تهديداته، فإن المقاومة لن تتأخر وسترد بنفس الوقت في قصف حيفا. من جهة أخرى، استشهد أربعة مدنيين لبنانيين وجرح 63 آخرين في الغارات التي شنها الطيران الإسرائيلي فجر الجمعة، ما يرفع عدد الشهداء اللبنانيين إلى 61 منذ بدء الحملة الاسرائيلية قبل يومين. وقد استهدف الطيران الإسرائيلي مجددا أمس الجمعة، مطار بيروت، كما قصف ضاحية بيروتالجنوبية معقل حزب الله ومحطة كهربائية وطريق بيروت - دمشق الدولية في سعي لفرض حصار شامل على لبنان. وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قامت بقصف ثلاثة صواريخ إسرائيلية على مدارج مطار بيروت، بينما قامت بوارج الاحتلال الإسرائيلي بقصف جسر الزهراني جنوب لبنان. وجاء القصف بعد أن أعيد إصلاح الأضرار وتشغيل المدرجات التي عطلها القصف الإسرائيلي يوم الخميس، ما أسفر عن إغلاق المطار في وجه حركة الملاحة الجوية. وفي البقاع شن الطيران الإسرائيلي سلسلة من الغارات في المنطقة والطريق الدولي بين بيروت - دمشق قاعدة عسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين - القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل في قوسايا على بعد أقل من كيلو مترين من الحدود مع سوريا. وهذه القاعدة هي إحدى قاعدتين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في لبنان، وتقع الثانية في بلدة الناعمة على بعد 15 كم جنوببيروت. وهي المرة الأولى التي تستهدف فيها مواقع فلسطينية موالية لسوريا منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على لبنان يوم الأربعاء
