هل انتهى دور الأحزاب في قيادة الاحتجاجات الشعبية في الوطن العربي؟ وهل يستطيع جيل بن علي وجيل حسني مبارك، وأجيال رؤوساء وملوك آخرين قياة الثورات الشعبية القادمة؟ * وهل هروب رئيس أو انسحابه ينهي نظام العشرين أو الثلاثين سنة من التسلط "العائلي"؟ * وماذا يعني حياد مؤسسة عسكرية إزاء ما يجري في تونس ومصر وهي التي أوصلت هؤلاء الرؤوساء إلى الحكم؟ * أسئلة كثيرة تبادرت إلى ذهني وأنا أرصد هذه الحركة التي يسميها البعض حركة احتجاجية والبعض الآخر ثورة شعبية، وآخرون يفضلونها انتفاضة شعبية، وتسميها قناة الحرة الأمريكية "الاضطرابات" وأعلى سقف لمطالبها هو إسقاط رأس النظام، دون أن يدرك الشباب أن الثعبان إذا فصلت رأسه عن جسده يبقى حيا ويلدغك في الوقت المناسب؟ * * [الإعلام المفقود الهوية] * تقوم القنوات المصرية الرسمية وعدد من القنوات المسماة "مستقلة" بتضليل الرأي العام الدولي والشعب المصري بالادعاء بأن مبارك استجاب لمطالب الشباب في التغيير بعدم الترشح والإشراف على المرحلة الانتقالية، ويقوم علماء الأزهر الذين يسميهم الشيخ القرضاوي ب (علماء السلطة) بالتركيز على فكرة "الفتنة أشد من القتل" لتثبيط الهمم، ويسوق رجال الإعلام في النظام المصري لفكرة التآمر على مصر من الخارج. ودور الجزيرة في ذلك ، بعد أن منعت من البث عبر "نايل سات". * ويستند التضليل الإعلامي في "الإعلام المصري المفقود الهوية" على محورين: * 1- محور غير المتظاهرين، إنطلاقا من مقولة إن المجتمع المصري ما يزال يعيش في عام 1981، وليس في عام 2011. * وأن رحيل الرئيس سيؤدي إلى الفوضى في مصر. ويضغط على الموظفين في القطاع العمومي بالنزول إلى الشارع والتضامن مع الرئيس مبارك بالرغم من أنه أعلن أنه لن يترشح لعهدة أخرى. * * 2- محور المتظاهرين بترويعهم بالعنف و"البلطجية"، وحين تدوس سيارة شبابا وهم يتظاهرون سلميا، أو تقوم مجموعة برشق الجماهير بالحجارة، وتدخل الخيول والجمال إلى ساحة ميدان التحرير في وسط العاصمة، أمام كاميرات العالم للاعتداء على الشباب، فهذه صور يراد تسويقها والترويج لها، بهدف إفشال المظاهرات المطالبة برحيل الرئيس مبارك. * * [ الجيش أو العسكر والحياد؟] * من كان يتصور أن مصريا يقتل أخاه المصري بالرصاص الحي وبالسلاح الأبيض دون أن تتدخل المؤسسة العسكرية، ولماذا ينزل قادة الجيش والأمين العام للجامعة العربية إلى ميدان التحرير لاحتواء غضب الشعب والالتفاف على الثورة الشعبية. * إذا كانت "جمعة الرحيل" قد وضعت حسني مبارك في قائمة غير المرغوب فيهم في مصر والعالم، فإن صورة مصر بزعة مبارك صارت مهينة لمصر. وإذا لم يتدارك أصحاب القرار في مصر ذلك، فإن الأقباط سيطالبون بحماية دولية وستدخل مصر "مرحلة الدم". * إن ما قدمه الرئيس هو مجرد "إملاءات أمريكية إسرائيلية" وهو مناورة لبقاء النظام وتجديد نفسه. * بوضع قائمة من قياداته ضمن "المجرمين" أو التلويح بالمحاكمات. * إن ثنائية الجيش الشعب تبقى شعارا غربيا في مصر، لأن جميع رؤوساء مصر خرجوا من المؤسسة العسكرية، ويشتركون في هم واحد وهو: * إن الخطر القادم هو من الإخوان المسلمين. * وحسني مبارك هو القائد الوحيد الذي تجنبت إسرائيل استقباله خلال حكم أنور السادات، وبعد اغتياله صار المرشح الوحيد المقبول عربيا، لأنه لم يكن من المطبعين مع الصهاينة، وحين استلم السلطة باع القضية الفلسطينية. * ويخطئ من يتصور أن الجيش محايد في مصر، ولكن وضع مصر الاستراتيجي يجعله أكثر حرصا على "مضمون اتفاقيات كامب ديفيد" من حرصه على الرئيس. * ولا أستبعد أن الحل سيكون "أمريكيا مصريا إسرائيليا" لتجنب ما يسمى ب (خطر) الإخوان المسلمين. * * [خدو العبرة من الأنبودي] * وحين تلقى الشاعر المصري عبد الرحمان الانبودي هاتفا من أحد الشباب يسأله عن موقفه مما يجري، رد عليه عشية "جمعة الرحيل" بقصيدة في أبطال ميدان التحرير كانت بمثابة ملحمة سجلت ثورة الشباب ودفعت الكثير إلى الالتحاق بالشباب الذين يعتقدون بأن تغيير النظام يفترض رحيل الرئيس حسني مبارك، ورفع حالة الطوارئ، وحل البرلمان، وإجراء انتخابات برلمانية لوضع دستور جديد، ومحاكمة عائلة مبارك ومن نهبوا خيرات الشعب المصري. فهل حان الوقت لأخذ العبرة من الشعراء؟ * وما هي السيناريوهات القادمة للمراحل الانتقالية القادمة * للحديث بقية