أجمع المتدخلون في اليوم الأول من أشغال ملتقى الفكر الإسلامي حول منهج الرسول، صلى الله عليه وسلم، في معالجة الآفات الاجتماعية، والذي أشرفت على تنظيمه جمعية الإرشاد والإصلاح، بقاعة المؤتمرات في كلية الطب بتلمسان، على أن المفتاح الوحيد في الوقت الراهن لوضع حد لظاهرة انتشار الآفات الاجتماعية يكمن في المنهاج النبوي بعدما أثبت جميع المناهج الدنيوية فشلها. * أرجع الدكتور موسى الشريف فشل السياسات العربية في معالجة ما تفشى من ظواهر داخل المجتمع العربي المسلم إلى الاعتماد على حلول نظرية جاءت في قوانين وضعية خرّبت العقل العربي المسلم وجعلته ينساق وراء التيه والضياع، داعيا إلى العودة إلى المنهج النبوي "المعصوم الذي لا يأتيه الباطل من خلفه ولا من أمامه". * وانتقد الدكتور ماهر الشلال من سوريا الدعاة والمفكرين اللذين تركوا المكان لأنصار "اللادين" وهو ما ساهم في تعقيد المشاكل الأخلاقية، مشيرا إلى أن "المنهج النبوي قادر على علاج هذه الأمراض إذا ما تم التمسك بالأوصاف المحمدية التي تأتي في مقدمتها القدوة قبل الدعوة"، فيما رأى رئيس حركة مجتمع السلم، الدكتور أبوجرة سلطاني، أن من بين مفاتيح الخلاص ومعالجة الآفات الاجتماعية ما وصفه ب "تحمل المسؤولية الفردية"، موضحا بأن "أصول الانحراف تكمن في "الشهوة والشبهة أي في القلب والعقل". * وحدد الدكتور محمود صلاح من العراق 5 ركائز للمنهج النبوي، هي الإيمان بالله والرقابة الذاتية وثنائية الجزاء والدنيا مزرعة للآخرة والتربية السلوكية والروحية. * للإشارة، فإن معظم المداخلات تناولت الموضوع بشكل عام، وهو ما تأسف له الشباب المتعطش للعلم والمعرفة، فيما تم تغيب بدائل أخرى في اختصاصات علم النفس وعلم الاجتماع والقانون. * الدكتورة رفيدة حبش ل"الشروق" * "الإسلام ليس دين تقليد" * شددت الدكتورة السيدة رفيدة حبش، على ضرورة إشغال المرأة العربية المسلمة بالقضايا الاجتماعية ذات البعد الإنساني من خلال ممارستها للأعمال الخيرية التي تعود بالنفع على الأسرة العربية المسلمة، معتبرة أن "تفشي الآفات الاجتماعية بشكل خطير وانسياق الفتاة العربية المسلمة إليها يعود بالأساس إلى الأساليب التي يعتمدها الآباء والأمهات في فرض التدين على بناتهم بطرق تستمد شرعيتها من كون الدين الإسلامي تقليدا، وهو ما جعل الفتاة العربية ترى كل شيء حرام، غير أن الحقيقة هي عكس ذلك تماما". * وللابتعاد عن ذلك، ترى الدكتورة حبش بأن "السبيل الوحيد هو منح الفرصة للمرأة العربية المسلمة خاصة في ما يخص الأعمال الخيرية، فمن شأن ذلك تجنيبها طرح أسئلة من نوع مباح وغير مباح، وهو ما من شأنه أن يفتح الباب أمام الغلو المحرم". * أصداء * البوذية في العالم الإسلامي * في رده على سؤال أحد المتدخلين حول ظاهرة إقدام بعض الشباب العربي المسلم على الانتحار حرقا، أوضح رئيس حركة مجتمع السلم أبوجرة سلطاني بأن الانتحار فعل محرم شرعا، أما الانتحار حرقا فهو سلوك كان البوذيون يتميزون به عن سائر الأجناس البشرية، وبأنه لم يسمع أو يقرأ عن ظاهرة حرق النفس البشرية إلا عند البوذية. * "الشروق" صاحبة فكرة الملتقى * كشف رئيس جمعية الإصلاح والإرشاد أن فكرة موضوع الملتقى حول منهج الرسول، صلى الله عليه وسلم، في معالجة الآفات الاجتماعية جاءت نتيجة القراءات اليومية لما تنشره "الشروق" من أخبار وأحداث حول تنامي الآفات الاجتماعية، مؤكدا على أن ذلك "ليس مجاملة وإنما حقيقة كان يجب التعامل معها بعدما أبرزتها "الشروق" إعلاميا". *