عميد مسجد باريس دليل أبو بكر استبعد عميد مسجد باريس دليل أبو بكر تكرار سيناريو الثورتين التونسية والمصرية في الجزائر، وأرجع ذلك إلى اختلاف المعطيات، معتبرا أن الحكومة في الجزائر نابعة من الشعوب ومحافظة على هويته الوطنية وشبه ذلك بالبيت المؤسس على جذور متينة. * أكد دليل بوبكر لدى تنشيطه "منتدى" جريدة "الشروق"، أن "فرنسا نفسها التي يرجع تأسيسها إلى سنة 1789، لا زال النظام فيها يتعلم رغم بلوغه الجمهورية الخامسة، في إشارة منه إلى أن النظام في الجزائر يخطأ ويتعلم هو الآخر"، مبديا إعجابه الكبير بفطنة الشعب الجزائري "يوم يظهر الشعب الجزائري للعالم سيكون مثل الصين ولن يشبه شعبا آخر لديه كثير من الإمكانيات". * وللحديث عن الجيل الجديد من الجزائريين قال "حضارة الأنترنت أضعفت من قوة ملكة القراءة والكتابة لدى الشباب لكنه أصبح مقبلا على الحياة بشدة"، مضيفا أن "حكام مصر وتونس لم يكونوا على اطلاع بأن الشعب قد تطور ووعى وحسبوا أنهم قبل 50 سنة" ما لم تفعله الجزائر، حيث تعد الحكومة قريبة من الشعب "حسبه". * وعن الأئمة الجزائريين العاملين بفرنسا قال "الصعوبات تأتي من المحيط الفرنسي اللائكي الذي لا يعترف بالديانات وخاصة الإسلام الذي يقبلونه مرة ويرفضونه مرتين، والفرنسيون يخلطون بين الإسلام والعروبة، وأخيرا أصبح الخلط مع الإرهاب أيضا". مضيفا: "الآن هناك عنصرية في رفض بناء المساجد، والأئمة عانوا الأمرين في فرنسا خلال سنوات التسعينات"، معتبرا أن "هناك 120 إمام يأتون من الجزائر، مستواهم من جامعات التكوين الديني من قسنطينة ووهران، وأحسنهم من يأتون من الصحراء، هؤلاء، السلطات الفرنسية مقتنعة بمستواهم لما يأتيهم من صدى طيب، شهادة بأنهم أئمة سلم وإجماع". * أما عن السلفية فأكد عميد مسجد باريس "لا يوجد أئمة سلفيون من الجزائر، نعطي تعليمات للأئمة بالاهتمام بالعائلات المسلمة ومرافقتهم في حياتهم اليومية وفي مناسباتها العائلية والدينية من زواج وطلاق وجنائز، وكثير ممن تنتهي مهمتهم ويطلب رؤساء الجمعيات الدينية الاحتفاظ بهم، ويتكفلون بهم ويزوجونهم ويفتحون لهم بيوتا ويجدون لهم العمل، وبعدها يستقرون في فرنسا من شدة حاجة الجالية المسلمة إليهم". * وكشف أن فدرالية مسجد باريس تهتم بالتكوين، حيث قال "فرنسا بلد لائكي لا ينفق شيئا على تكوين رجال الدين، ولا تحبذ فرنسا قدوم الأئمة من الجزائر بسبب الماضي التاريخي بين البلدين، عكس تركيا مثلا التي تملك مصالح كبيرة معها"، وأضاف "نحن ننفق على التكوين في إطار معهد الغزالي التابع لمسجد باريس وسنوظف 40 إماما بغية استعمالهم في مساجد فرنسا وكوننا أيضا مرشدين دينيين يشتغلون الآن في المستشفيات". * ويوجد مسجد باريس ضمن تقسيم إقليمي حسب أبو بكر "مسجد باريس لديه 8 فدراليات دورها جواري مع الجالية الجزائرية فيما يخص تعلم العربية والصلاة ونشتغل بالتعاون مع القنصليات الجزائرية، ولدينا دور في حوار الأديان والتزامات مع الحكومة الفرنسية، ودورنا مهم في الصراع الدائر في المجتمع الفرنسي ومواجهة الاسلاموفوبيا للدفاع عن حقوق المسلمين الفرنسيين الدستورية والمدنية".