"البطولة الليبية تملك لاعبين ممتازين" يكشف المدرب الجزائري فؤاد بوعلي في هذا الحوار عن الأسباب التي جعلته يغادر الجزائر وقصته مع رخصة "الكاف" وطموحاته مع فريق النجمة ببنغازي الذي يلعب في بطولة الدرجة الأولى في ليبيا. * فؤاد بوعلي في فريق نجمة بنغازي، كيف جرت الاتصالات؟ * الاتصالات قام بها مناجير فرنكو جزائري معتمد من طرف الفيفا، وهو الذي قام بكل شيء، ولم تكن الاتصالات مع أندية ليبية، وإنما كانت هناك اتصالات مع أندية تونسية وأخرى في الخليج، ومحيئي إلى فريق نجمة بنغازي كان مكتوبا. *
* هذه تجربتك الأولى خارج الوطن ومع فريق النجمة الذي من الطبيعي حددت الهدف معه منذ البداية.. * نعم، فقد اتفقت مع رئيس النادي على اللعب من أجل البقاء، وهو ما تم تسطيره منذ أن أمضيت العقد. *
* ماهي المشاكل التي ترى بأنها تعترض عملك؟ * العامل الوحيد الذي قد يخلق لي متاعب هو قضية اللغة، حيث أن معظمهم يتكلم لهجة ليبية، حتى اللغة العربية أجد صعوبة في التكلم بها أحيانا، لذلك فمساعدي هو المكلف بشرح بعض الأمور للاعبين، كما أن المدرب الجزائري تجده في الغالب يجيد جل اللغات، خاصة منها الإنجليزية والفرنسية، وما يهم في كل هذا هو التزام اللاعبين في هذا الفريق بما أقوله، وكلامهم فيه احترام للكابتن أو ما يسمى عندنا بالمدرب. *
* ما قصتك مع رخصة الكاف التي عجلت بمغادرتك الجزائر، رغم أن هناك مدربين مبتدئين تحصلوا على هذه الرخصة في الوقت الذي حرمت أنت منها؟ * استغربت من بعض القوانين التي سبق لي وأن تحدثت عنها في التلفزيون الجزائري، فأنا مثلا أكملت مشواري كلاعب في موسم 95، وشهادة الدرجة الثالثة في التدريب تم توقيف منحها في1992. * وللحصول على شهادة "الكاف" يجب عليك أن تنتظر سنة أوسنتين، والحل هو التوقف عن العمل والانتظار إلى غاية تحديد تاريخ اجتياز الامتحان. * وهذا الغموض في الجزائر جعلني أغادر وأتوجه إلى العمل خارج بلدي، مع أن مهنتي الوحيدة هي التدريب. *
* هناك مدربون جزائريون لم يتوفقوا في البطولة الجزائرية وصنعوا لأنفسهم اسما في دول عربية، ما تعليقك على هذا؟ * في الحقيقة، نتأسف لأن الجزائر وبطولاتها تتوفر على عدد هائل من اللاعبين الممتازين، والمشكل عدم وجود تكفل وهو ما ينقص بطولتنا، على عكس ما هو موجود في الدولة العربية. فليبيا مثلا مر عليها مدربون جزائريون كالسعيد عمارة والشيخ زوبا والحاج مهداوي ونور الدين سعدي، وكل الأندية هنا تتكلم عن هؤلاء على أنهم يمتلكون كفاءة عالية في ميدان التدريب، لكن في الجزائر وعندما نعمل لموسمين أو ثلاثة ونحقق نتائج إيجابية ثم نتعثر مرة أومرتين يتناسى الكل ما قدمت. *
* وهل وجدت اختلافا بين اللاعب الجزائري والليبي في هذه الفترة القصيرة المتواجد فيها ببنغازي؟ * من ناحية العمل، اللاعب الجزائري عنده رغبة أكثر من اللاعب الليبي، وأنا أظن أن الإمكانات المعيشية التي يملكونها هي التي جعلت اللاعب الليبي لا يبذل مجهودات أكثر، ولمست هذا في بعض الحصص التدريبية، لكن الشيء الإيجابي هو أن اللاعب في ليبيا لو تتمكن من كسبه وكسب ثقته يعطي للفريق كل ما عنده فوق الميدان، ولا يتقاعس مثل عدد من اللاعبين الجزائريين، وأنا أسعى إلى تطبيق طرق تدريبية حديثة فوق الميدان حتى يكون فوق الميدان الأفضل والقادر على تقديم مجهود أكبر. *
* بغض النظر عن اللاعب، هل الجماهير لها دور في صناعة نجوم والمساهمة في نتائج الفريق؟ * الجمهور الجزائري مطالب بتشجيع فريقه مع الابتعاد عن استخدام عبارات السب والشتم، وهو من بين الأمور التي ضرت بكرة القدم في الجزائر، وحسب ما أرى فإن الفريق في حال وقف الجمهور والأنصار إلى جانبه، فإن الجميع من مدربين ولاعبين سيبذلون كل جهدهم لإدخال الفرحة في قلوب عشاق هذا النادي. فجمهور شباب باتنة مثلا كان حضاريا مع فريقه، ما أعطى شحنة إضافية للاعبين الذين قدموا مستوى جيدا في مقابلة العودة، وهو كرد جميل لتصرفات الأنصار في مقابلة الذهاب الذين وقفوا إلى جانب اللاعبين وطاقمهم الفني إلى آخر دقيقة. *
* من ترشح لنيل البطولة هذا الموسم؟ * أرشح وفاق سطيف الذي دخل فعلا عالم الاحتراف، لكنه قد يجد صعوبة مع اتحاد الحراش الذي يقوم مدربه بوعلام شارف بعمل كبير، دون نسيان جمعية الشلف التي كانت ناجحة في الاستقدامات التي قامت بها الإدارة وناجحة بإسناد العارضة الفنية إلى مدرب معروف مثل مزيان إيغيل، وقد تأتي بعد هذه الفرق فريق شبيبة القبائل وشبيبة بجاية، وبدرجة أقل إتحاد العاصمة التي تحضر أكثر للموسم القادم.