تقاطرت، عبر شبكة الإنترنت وموقع الشروق وصفحتها على فايسبوك، آلاف التعليقات الحانقة من الجزائريين على معمر القذافي، واصفين إياه ب"السفاح المجنون الذي يذبح أشقاءهم الليبيين ويقصفهم بالمدفعية والطائرات"، فيما لا يحرك العرب من حولهم ساكنا، وناشدت بالمقابل الرئيس والجيش الجزائري للتدخل وتسجيل موقف يذكره له التاريخ. * وناشد الجزائريون الرئيس عبد العزيز بوتفليقة للتدخل، هو والجيش الجزائري سليل جيش التحرير الوطني، مذكرين بشجاعته وحميته وبطولاته في الحروب العربية التي خاضها ضد الكيان الصهيوني، وأهابوا به أن يستمر في الوفاء لها، وألا يبقى صامتا في مواجهة التقتيل الذي يتعرض له شعب شقيق جار، ونبهوا إلى الخطر المحدق بالجزائر نفسها من استمرار ما يحدث في ليبيا، وانعكاساته على أمن البلاد واستقرار مناطق الحدود، باعتبار ما تملكه من شريط حدودي طويل مع ليبيا، وشددوا على وجوب استجابة الشعب والدولة الجزائرية لاستصراخ الأشقاء، خاصة في ضوء ما تحوزه من قوة تأثير في المنطقة. * ووجه عديد الليبيين نداءات استغاثة لكل العرب وللجزائريين على وجه الخصوص، وذلك عبر مناشدات هربت من تحت الحصار المفروض على الانترنت، وفي عديد المكالمات الهاتفية مع الفضائيات العربية، على غرار نداء الناشط السياسي "سعيد عيسى" الذي أرسله عبر الجزيرة ل"بلاد المليون ونصف شهيد من أجل إغاثة الشعب الليبي". * وانطبعت التعليقات بانفعال وغليان شديدين، يعكسان حالة بالغة الحدة من الغضب الشعبي الجزائري المتزايد مع توالي ورود الأخبار المهربة بصعوبة من تحت الحصار عن الأعداد المهولة للشهداء الذين يسقطون بالجملة، في مجازر مازلت تركب في عدة مدن ليبية، عن طريق سلاح الطيران والمدفعية، حسبما نقلته تقارير إعلامية عن شهود عيان قالوا أن المتظاهرين تعرضوا ليلة الإثنين للقصف الجوي في حيي فشلوم وباجوراء، ما خلف مجزرة سقط فيها عدد كبير من الشهداء، وجدت جثث بعضهم مفحمة ومكومة في الشارع. * وأظهر الجزائريون تعاطفا غامرا مع الأشقاء الليبيين عبروا عنه بكتابات تضمنت مشاعر ملتهبة تصرح بعظيم الحب لهم، ودعوهم إلى مزيد من الثبات والصبر، ودعوا لهم بالتمكين والنصر ومواصلة صمودهم البطولي في وجه وابل القذائف والرصاص التي يقصفهم بها القذافي، وقالوا أن بطولة الليبيين واستبسالهم في مواجهة التقتيل المنظم، وفي ظل تعتيم إعلامي محكم ليس غريبا باعتبارهم من نسل البطل الشهيد عمر المختار. * وصب المعلقون جام لعناتهم وأَحَدّ دعواتهم على القذافي، متضرعين لله أن يصيبه بسخطه، ويمسه بغضبه، ويعجل بسقوطه، وأن يمكن الإخوة الليبيين منه عاجلا ليقتصوا منه في الدنيا قبل الآخرة، وليأخذ كل واحد منهم بثأره منه ومن كل السفاحين المحيطين به. * وانهالت التعليقات على القذافي تُقَبِّحه وتنعته بأفظع الصفات، ومضت بعضها إلى أنه أعتى وأبشع الطغاة العرب، ومنها ما وصفه بملك ملوك السفاحين وأشنعهم على الإطلاق، وفي حين ذهبت معلقة جزائرية من قطر إلى أنه شارون الثاني، قال معلق آخر بأنه أكثر وحشية منه لأن وحشية شارون سلطها على الأشقاء الفلسطينيين وليس على قومه، ورأى معلق من تبسة بأن "القذافي ليس مجرما فقط إنما مجنون من عائلة مجانين، وذلك ما يوجب تسريع التحرك لإنقاذ الشعب الليبي الشقيق من بطشه الذي لن يتوقف عند حد".