تضج منذ أيام شبكة الإنترنت، وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي، بنداءات استغاثة يوجهها شباب ليبيون لإخوانهم العرب والمسلمين وللعالم كله، من أجل إنقاذهم مما يقولون أنه تقتيل أعمى يتعرضون إليه، في ظل حصار وتعتيم إعلامي وحجب لشبكة الإنترنت، يفرضه النظام الليبي حسب قولهم، بهدف منع تسرب أخبار وصور الفظاعات التي يرتكبها في مواجهة ثورة المتظاهرين المطالبين برحيله. * وناشد ليبيون نجحوا في تسريب أصواتهم إلى الإنترنت، رغم الحصار، عبر عدة وسائل، ضمير العرب والمسلمين للتحرك من أجل دعمهم والتدخل لوقف المجازر العشوائية التي يقولون أنها ترتكب في حقهم من طرف القوات الأمنية التابعة للنظام القذافي بمعية قوات من المرتزقة الأفارقة، وهي قوات تقتل بدم بارد، ولا تتردد في فتح النار بالأسلحة الرشاشة والثقيلة والمدفعية ومضادات الطائرات على صدور المتظاهرين، حسب ما تواتر إيراده تقارير إعلامية وحقوقية نقلا عن شهود عيان. * وتمكن مدونون ونشطاء ليبيون من النفاذ إلى شبكة الإنترنت وكسر الحجب الشامل المفروض عليها، وذلك باللجوء إلى طرق ربط بالشبكة غير تلك التي تمر عبر شركات التزويد الليبية، وتمكنوا بذلك من مواصلة تسريب أخبار وصور وفيديوهات الثورة المتصاعدة والفظاعات التي تواصل قوات النظام ارتكابها، وصنفتها منظمات حقوقية دولية من خلال بيانات أصدرتها في خانة جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي. * ونجح عديد المدونين في إيصال أخبار ما يجري بداخل المدن الليبية إلى العالم، كما واصلوا نشر عشرات مقاطع فيديو تلتقط بهواتفهم النقالة وتصور حشود المتظاهرين وهم يتعرضون لوابل من الرصاص الحي ترشهم به أسلحة النظام. ومن المدونين من أوردوا أنهم اضطروا للجوء إلى الحدود التونسية أو المصرية من أجل نشر مقاطعهم. * وأخذت التدوينات الواردة من ليبيا عبر الشبكة التي أصبحت مصدرا بالغ الأهمية للأخبار في ظل التعتيم الإعلامي المطبق، عدة أشكال، حيث تنوعت بين إدراجات متعددة الوسائط وإنشاء مجموعات وصفحات لرصد الأخبار عبر فايسبوك، و تويتات متتالية بشكل مكثف وسريع عبر تويتر، وتسجيلات صوتية من عين أمكنة المظاهرات عبر موقع أوديوبو "audioboo" الاجتماعي للتدوين الصوتي، ومقاطع فيديو عبر يوتيوب وغيره من مواقع مشاركة الفيديو، كما نجح شاب ليبي في فتح قناة تلفزية شبكية حية عبر موقع لايفستريم "livestream"، وتمكن من خلالها من تغطية الأحداث عبر بث متواصل بالفيديو لمجريات الأحداث، ما أكسبها مشاهدة وأهمية كبيرة لدى الليبيين ومتابعي تطورات الثورة الليبية. * وأطلق شبان آخرون عرائض شكاوى إلكترونية موجهة لضمير العرب والمسلمين وكل شعوب العالم وللأمم المتحدة، لإنقاذ الشعب الليبي مما وصفته شكوى "احشدوا الدعم لليبيا" بتقتيل معمر القذافي للشعب الليبي فقط لأنه تطلع لنسمة ديمقراطية، وحشدت الشكوى المنطلقة عبر موقع petitiononline .com آلاف التوقيعات، وناشدت العالم للتدخل السريع لأن القذافي حسبما قالت لن يتردد في اقتراف المجازر وتقتيل الجماهير إذا بقي العالم صامتا.