اعلن الرئيس التونسي الانتقالي فؤاد المبزع الاحد تعيين الوزير السابق الباجي قائد السبسي رئيسا جديدا للحكومة الانتقالية خلفا لمحمد الغنوشي الذي استقال. وقال المبزع في تصريح لوسائل الاعلام "عرضت على الباجي قائد السبسي منصب الوزير الاول وهي مسؤولية قبل تحملها". وقد استقال رئيس الوزراء التونسي الموقت محمد الغنوشي الاحد بعد 48 ساعة من موجة احتجاجات تخللتها احداث عنف في تونس العاصمة اوقعت خمسة قتلى. وقال الغنوشي في مؤتمر صحافي "قررت الاستقالة من منصبي كوزير اول" مضيفا ان هذه الاستقالة "ليست هروبا من المسؤولية بل افساحا للمجال امام وزير اول آخر". وتابع "ضميري مرتاح (...) ولست مستعدا لاكون الرجل الذي يتخذ اجراءات ينجم عنها ضحايا"، مشيرا الى ان خطوته هذه "هي في خدمة ثورة تونس". وكانت المواجهات بين المتظاهرين والشرطة تواصلت في تونس، واندلعت اعمال عنف جديدة بعيد ظهر الاحد في وسط العاصمة حيث قام شبان باعمال تخريب غداة مواجهات اسفرت عن ثلاثة قتلى. وكان اكثر من مئة الف متظاهر طالبوا الجمعة بتنحي حكومة محمد الغنوشي وذلك خلال اضخم تجمع تشهده العاصمة التونسية منذ الاطاحة بزين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير 2011. واعلنت الحكومة الانتقالية التي بدت متجاهلة لهذه الدعوات، عن تنظيم انتخابات في اجل اقصاه منتصف تموز/يوليو دون تحديد طبيعة هذه الانتخابات. وقال الغنوشي الاحد عقب مؤتمره الصحافي المطول الذي شرح فيه الخطوات التي اقدمت عليها حكومته منذ تسلمها السلطة ان "الفترة القادمة حاسمة لتونس". وتحدث عن "عدة سيناريوهات مطروحة تتعلق بالانتخابات الرئاسية والمجلس التاسيسي"، مضيفا "الثورة تملي بان يكون هناك دستور جديد تنطلق على اساسه البلاد". وسرعان ما توقفت المواجهات في الشارع مع اعلان الغنوشي استقالته من دون ان تواجه بمظاهر فرح من قبل المتظاهرين في العاصمة. ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة بعد ايام على سقوط بن علي في الرابع عشر من فبراير والتظاهرات تلاحق الغنوشي. ولم تدم اول حكومة شكلها وضمت عددا من اركان النظام السابق سوى اسبوعين. وبعد خمسة ايام من التظاهرات قبالة مقر رئاسة الحكومة اعلن الغنوشي الذي كان اخر رئيس حكومة في عهد بن علي استقالة حكومته في السابع والعشرين من كانون الثاني/يناير الماضي وشكل حكومة جديدة ابعد عنها الوجوه التي ارتبطت بمرحلة بن علي. وبعد شهر بالتحديد اي في السابع والعشرين من شباط/فبراير اعلن الغنوشي استقالته غداة تظاهرات اوقعت ثلاثة قتلى السبت وتواصلت الاحد مع اعمال عنف. وعقدت الحكومة الانتقالية اجتماعا الجمعة على امل التمكن من تهدئة الاجواء امام غضب الشارع واعلنت اجراء انتخابات "في منتصف تموز/يوليو كحد اقصى". الا ان هذا القرار لم يكن له اي تأثير على الشارع فاجتاح المتظاهرون وسط العاصمة منادين باستقالة الحكومة كلها هذه المرة. وبعيد ظهر الجمعة وصل عدد المتظاهرين في ساحة القصبة في تونس الى "اكثر من مئة الف شخص" حسب عناصر من الشرطة لتصبح التظاهرة الاكبر التي تشهدها البلاد بعد سقوط بن علي. اما الهتافات فاستهدفت الغنوشي نفسه مطالبة باستقالته "مع كلابه" مع تحذيره من "مصادرة مكاسب الثورة". وبعد سقوط ثلاثة قتلى السبت وتواصل التظاهرات الاحد قرر الغنوشي تقديم استقالته وترك السلطة.