علمت "الشروق اليومي"، من مصادر مؤكدة، أن وزير الاتصال، الهاشمي جيار، عيّن مؤخرا، السيدة فريدة بسعة، على رأس المديرية المركزية للصحافة المكتوبة بوزارة الاتصال، خلفا للسيد عيسى خلادي، الذي استقال من منصبه منذ حوالي سنة. وقد ظلّ هذا المنصب شاغرا رسميا، قبل تكليف السيد علمي بإدارته بالنيابة، موازاة مع بقاء وزارة الاتصال بلا وزير، منذ التعديل الحكومي الذي أجراه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، في ماي من العام 2005، وإلى غاية التعديل الجزئي الذي غادر بموجبه أحمد أويحيى قصر الدكتور سعدان وتعيين عبد العزيز بلخادم في ماي الماضي، رئيسا لحكومة جديدة قديمة استرجعت وزير اتصالها. ج/ ل الصحافية السابقة، فريدة بسعة، المعينة في منصب مديرة الصحافة المكتوبة بوزارة الاتصال، كانت قد عملت في مؤسسة التلفزيون الجزائري، نهاية الثمانينيات، وإلى غاية سنة 1994، حيث قررت على غرار عدد كبير من الصحافيين والعاملين في "اليتيمة"، مغادرة البلاد باتجاه بلدان عربية وغربية، بسبب تردّي الأوضاع الأمنية وتصاعد الاعتداءات الإرهابية، خاصة تلك التي تم تنفيذها في حق عشرات الصحافيين ورجال القطاع. في 7 جانفي 1998، تحصلت فريدة بسعة، المولودة بتاريخ 22 جانفي 1961 بالجزائر العاصمة، على الجنسية البلجيكية، حسب ما تؤكده القائمة الاسمية لوزارة العدل البلجيكية، المتعلقة بالأشخاص الأجانب الذين استفادوا من إجراءات التجنيس (القانون 1998009073 الصادر في 4 فيفري 1998). وقد عملت المديرة المركزية الجديدة للصحافة المكتوبة، خلال تواجدها في بروكسل، كملحق بديوان وزير الخارجية البلجيكي، كما تقلدت منصب ملحق اقتصادي وتجاري بمنطقة بروكسل، بعدما اشتغلت كملحقة تجارية بسفارة بلجيكا في الجزائر. قرار تعيين مديرة جديدة على رأس المديرية المركزية للصحافة المكتوبة بوزارة الاتصال، في انتظار الموافقة عليه من طرف رئاسة الحكومة قبل توقيع رئيس الجمهورية لمرسوم رئاسي يقضي بالترسيم والتعيين النهائي، هو - حسب بعض الأوساط - سابقة من نوعها، تتعلق بتعيين مسؤول "مزدوج الجنسية" على رأس منصب هام وحساس بهياكل الدولة، علما أن من المهام والمسؤوليات والصلاحيات التي تتولاها المديرية المركزية للصحافة المكتوبة بوزارة الاتصال، منح الاعتمادات للصحافيين مراسلو الصحف الأجنبية وكذا فحص ملفات إصدار العناوين الصحفية الجديدة. وفي 13 و14 جويلية العام 2001، شاركت السيدة فريدة بسعة، "كبلجيكية" وبصفتها الملحق بديوان الخارجية البلجيكية، في ملتقى بالعاصمة بروكسل، حول "دور النساء في التنمية الاقتصادية" وكذا "معايير العدل بين النساء والرجال في الشراكة الأورو متوسطية"، وهو الملتقى الذي حضره مسؤولون ووزراء وسفراء وخبراء من عدة دول منها الجزائر ومصر والأردن والسويد وإيطاليا واسبانيا، إلى جانب رئيس مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي وكذا عضو اللجنة الأوروبية. يُذكر أن جريدة "الوطن" الصادرة بتاريخ 2 ماي 1999، نشرت موضوعا بعنوان: "جزائريون مترشحون للانتخابات البلجيكية المقررة في 13 جوان 1999"، وقد ورد اسم السيدة فريدة بسعة، ضمن الأسماء التي دخلت غمار المنافسة الانتخابية تحت لواء الأحزاب البلجيكية.. وجاء تعيين بسعة على رأس المديرية المركزية للصحافة المكتوبة، من طرف وزير الاتصال، الهاشمي جيار، بعد أسابيع، من مهاجمة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، للجزائريين "مزدوجي الجنسية"، ممن يتم تعيينهم في مناصب ومسؤوليات هامة بدواليب الدولة، كما وجه رئيس الجمهورية خلال ترأسه لاجتماع الحكومة بالولاة، بقصر الامم، يوم 25 جوان الماضي، "تحذيرات" للمسؤولين "مزدوجي الجنسية" الذين يزاولون وظائفهم.. وترى بعض الدوائر، أن مثل هذه التعيينات، تنتهك في باطن الأمر، "الأخلاق السياسية"، وهي في البداية والنهاية، تشكل "خطرا أمنيا"، خاصة إذا سبق للمعيّنين من أصحاب الجنسية المزدوجة، أن تقلدوا وظائف معينة في المؤسسات الرسمية للدولة الأجنبية التي منحت حق الجنسية و"الامتياز" لهؤلاء الجزائريين الذين يمكن أن يتم اختزال ملفاتهم في قصة عودة الإبن الضال!!