هلك صباح أمس الجمعة، في حدود الساعة السادسة الصبي سلطان بلقاسم البالغ من العمر 14 سنة في مصلحة الحروق بمستشفى بن باديس بقسنطينة، متأثرا بالحروق التي تعرض لها في الحادثة المأساوية التي هزّت مدينة أم البواقي في 25 جويلية الماضي إثر الاصطدام الذي وقع ما بين دراجة نارية من نوع بيجو 103 كان يقودها الضحية إلياس علاق (24 سنة) ودراجة خاصة بالمعوقين كان على متنها الضحية الأب بوجمعة بلقاسم (52 سنة) كان يقتاد معه ابنيه شكري (4 سنوات) وسلطان (14 سنة). ب. عيسى رغم بساطة الحادث، إلا أن تواجد قارورة من البنزين ذي سعة 5 لترات في الدراجة أشعل النيران، فتم نقل الضحايا الأربع إلى مستشفى محمد بوضياف بأم البواقي الذي قام بدوره بنقل الضحايا الأربع إلى مستشفى قسنطينة عبر سيارتي إسعاف، ومنذ ذلك الحين والمستشفيان يتبادلان التهم والضحايا يموتون إلى أن قضوا جميعا.. وما زاد في تعقد الوضع هو تواجد أهل الضحايا بقوة والذين تتبعوا، حسب شهادتهم، الإهمال الذي تعرض له الضحايا الذين قضى إثنان منهم في الرواق بعد أن منع دخولهما إلى مصلحة الاستعجالات.. إذ وجهوا التهمة لرئيس القسم، الذين قالوا إنه أمر برفض المرضى الذين من المفروض يتم نقلهم إلى باتنة وليس إلى قسنطينة وبعد رفض التكفل بهم توفي الأب في رواق قسم الاستعجالات في الثالثة والنصف صباحا، ولحق به ابنه الصغير الذي لفظ أنفاسه في حجر عمته، ربع ساعة بعد موت أبيه.. وبعد رفع دعوى قضائية استعجالية وتدخل مصالح الأمن تم التكفل بالضحيتين المتبقيتين بعد فوات الأوان، إذ هلك الثالث وهو إلياس علاق في السابع من أوت الحالي (يوم الإثنين الماضي) ولحق آخر المصابين صباح أمس.. وبينما برأ مستشفى بوضياف بأم البواقي نفسه عبر تقرير مفصل عمّا قدمه للضحايا، باشرت المصالح المعنية في فتح تحقيق شامل، إذ من المفروض أن يستمع وكيل الجمهورية لدى محكمة قسنطينة إلى طبيب المناوبة ورئيس قسم الاستعجالات والممرضين ومدير المستشفى الذي حاولنا صباح أمس، الاتصال به، فعلمنا أنه في عطلته السنوية بالجمهورية التونسية، بينما أكد نائبه أن المستشفى فتح تحقيقا لمعرفة أسباب هذه الحادثة المأساوية التي أعادت السؤال الكبير عن دور المستشفيات الجهوية التي لم يعد لها أي دور ما عدا إرسال المرضى إلى كبريات المستشفيات فقط!