قالت الشرطة البريطانية أمس الجمعة، إنّها توصّلت إلى تحديد هوية 19 شخصا يشتبه تورطهم في "مؤامرة" لتفجير طائرات أثناء رحلات عبر الأطلسي من مطار هيثرو على الولاياتالمتحدةالأمريكية، وأمرت بتجميد أرصدتهم بعد يوم من إعلانها إحباط ما وصفته بأنه عمليّة "قتل على نطاق لا يمكن تخيّله". م. هدنه/الوكالات ذكر مسؤولون أمريكيون بأنّه لم تبق سوى أيّام قليلة أمام "المُفجّرين الانتحاريّين" المشتبه بهم ليُنفّذوا هجماتهم بعشر طائرات أثناء طيرانها من بريطانيا إلى الولاياتالمتحدة، شبيهة بتلك التي حدثت في 11 سبتمبر 2001 نحو 80 رحلة يوم الجمعة مقابل 300 في اليوم السابق. وأفادت الشرطة البريطانيّة أنّها كانت تراقب المشتبه بهم منذ ثمانية أشهر، وأن خطتهم كانت تهدف إلى تفجير طائرات بقنابل تُهرّبُ على متن الطائرات في شكل مشروبات، فيما قالت باكستان إنها لعبت دورا في إحباط "المؤامرة" المشتبه بها، بعد اعتقالها بريطانيين من أصل باكستاني الأسبوع الماضي، إضافة إلى خمسة آخرين، مضيفة أنّ هؤلاء كشفوا خيوط الشقّ الآخر من"المؤامرة" في بريطانيا بعد خضوعهم للاستنطاق. وبينما قال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشيرتوف إنّ القاعدة "قد تكون متورطة" في العملية، قلّلت الشرطة البريطانية من احتمال تورط مباشر لها. هذا، وأحدثت أنباء الاعتقالات حالة من الفوضى وتعطّل الرّحلات في المطارات البريطانية في ذروة موسم العطلات، مما دفع السلطات البريطانيّة إلى إلغاء مئات الرّحلات المُبرمجة من بريطانيا إلى العالم، ثمّ رفعت هيئة المطارات البريطانية مساء الجمعة، الحظر على الرحلات القصيرة إلى مطار هيثرو تخفيفا للضّغط. وفور الإعلان عن إحباط "العمليّة" سارع الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى توجيه أصابع الاتّهام إلى المسلمين قائلا إنّه من اللاّزم إعلان الحرب على "الفاشيّين الإسلاميّين". غير أنّ محلّلين سياسيّين وإعلاميين في العالمين العربي والإسلامي شكّكوا في صحّة وجود عملية من هذا النّوع، خاصة في هذه الأيام التي تشهد حربا إسرائيلية على لبنان مدعومة بغطاء أمريكي. وذهب هؤلاء إلى القول إنّ الولايات المُتّحدة تسعى إلى "لفت الأنظار" إلى زاوية أخرى كُلّما ثار العالم على سياساتها في العالم، وأضافوا أنّ "الحرب على الإرهاب" هِيَ إحدى أهمّ تلك الزّوايا التي تراهن الإدارة الأمريكيّة الحالية على لفت أنظار الرّأي العام العالمي والأمريكي خاصّة إليها، من أجل تخفيف الضّغط عليها