لم يكن يدرك الطبيب المسلم الكندي الجنسية أحمد فاروق أن مجرد تأديته للصلاة على متن طائرة تابعة لشركة طيران أمريكية ستكون سببًا في إلقاء القبض عليه ومنعه من السفر على متن تلك الرحلة بعد اعتباره تهديدًا للأمن. بسيوني الوكيل - إسلام أون لاين.نت فقد منعت السلطات الأمريكية في مطار مدينة دينفر في ولاية كولورادو الطبيب فاروق واثنين من مرافقيه من مواصلة رحلتهم بعد أن أدى صلاة المغرب على متن طائرة تابعة للشركة رغم أدائه الصلاة وهو جالس في مقعده، وهو ما أدانه بشدة واعتبره سلوكًا ينطوي على "تفرقة عنصرية مؤسساتية". كما عبّر الطبيب المسلم عن شعوره بالإحباط والحزن الشديدين إزاء تعرضه لهذه "المعاملة التمييزية؛ بسبب شكله وملامحه غير الغربية"، مؤكدًا أنه سيطالب شركة يونايتد إيرلاينز بتقديم اعتذار رسمي وتعويضه عن الإساءة التي لحقت به. وعبّر فاروق عن استيائه من الموقف بقوله: "الموقف كله محبط بشكل حقيقي.. هذا يجعلك قلقًا؛ لأنك لا بد أن تراقب وتشاهد كل شيء تقوله وتفعله هذا سيئ بالنسبة لمن يُعَدّون كأقليات"، بحسب ما نقلته عنه شبكة "سي بي سي" الإخبارية الكندية السبت 19-8-2006. وأشار فاروق (27 عامًا) المقيم في مدينة وينيبيج في مقاطعة مانيتوبا الكندية والذي كان عائدًا إلى كندا، بعد حضوره مؤتمرًا علميًّا في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى أن الشخص الذي اشتبه به "بدا أنه مخمور"، وأنه تعرض لتهديد في وقت سابق خلال الرحلة. وأوضح أن المسئولين في إدارة أمن المطار أدركوا بعد وقت قصير أن تصرف طاقم الطائرة كان مبالغا فيه معهم غير أن هذا لم يمنحهم الفرصة لأن يدركوا الطائرة قبل انطلاقها في مطار دينفر هذه الليلة، وأخذوا طائرة أخرى في اليوم التالي على نفقتهم الخاصة. وقال فاروق: "ليس هناك أحد نتحدث إليه.. ليس هناك وسيلة حقيقية للتحدث لأحد للحصول على سبب لما حدث. ضباط الشرطة الذين تحدثوا إليّ والمسئولين من بعدهم خلال أول 3 أو 5 دقائق، كانوا يتحدثون بنفس الكلمات (الطاقم ارتكب خطأ.. نحن نعتذر لك.. إنهم تصرفوا بحدة)". ومن جانبه، طالب عضو البرلمان بات مارتن عن مدينة وينيبيج الكندية وزير الأمن العام الفيدرالي ستوكويل داي برفع الأمر إلى نظرائه الأمريكيين. "من واجبنا التحقيق" وتعليقًا على الحادث قال أحد المسئولين في شركة "يونايتد إيرلاينز": إن الشركة ملزمة بأن تتخذ أي تهديدات مزعومة لأمن المسافرين بشكل جدي، وخاصة في أعقاب الكشف عن مؤامرة لتفجير عدة طائرات في رحلات بين بريطانيا والولاياتالمتحدة قبل نحو 10 أيام. وأضاف المسئول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "في حال وجود أي نوع من هذه الادعاءات فمن واجبنا التحقيق فيها.. أطقم رحلاتنا مدربون على توفير الأمان بدرجة أولى". ومنذ هجمات 11 سبتمبر وتتخذ الولاياتالمتحدة إجراءات أمنية مشددة في المطارات وعلى المسافرين، الأمر الذي يتسبب في مضايقات شديدة للمسافرين. وانتقلت عدوى الإجراءات الأمنية المشددة إلى عدد من الدول الغربية على رأسها بريطانيا، حيث يقوم خبراء أمريكيون في الوقت الحالي بتدريب ضباط الأمن البريطانيين على مراقبة سلوك المسافرين في المطارات في أعقاب إعلان وزارة الداخلية البريطانية الخميس 10-8-2006 عن إحباط "خطة إرهابية" كبيرة لتفجير طائرات في الجو بين بريطانيا والولاياتالمتحدة. وأوضحت صحيفة التايمز البريطانية الأحد 20-8-2006 أن من المقرر أن تقوم فرقة تُدعى فرقة "مراقبة التصرفات" بمراقبة المحادثات وملامح الوجه للمسافرين، وكذلك من تبدو عليهم ملامح القلق والخوف. وقالت: إن الأشخاص الذين سيبدو عليهم أعمال مشبوهة سيتم أخذهم للتحقيق معهم ومنعهم من السفر في حال إذا فشلوا في تفسير تصرفاتهم. وأثار الإعلان البريطاني عن إحباط الهجوم موجة من الذعر والاضطراب اجتاحت عددًا من الدول وشركات الطيران في العالم.