أسلم تيري هولدبروكس، السجان الأمريكي بعد نقاش استمر أشهرا طويلة بينه ومعتقلين عرب سيقوا ظلما إلى معتقل غوانتنامو الأمريكي سيء السمعة والصيت.. * * وأخذ السيد الأمريكي على عاتقه فضح الإدارة الأمريكية والكشف عن خروقاتها لحقوق الإنسان التي شاهدها بأم عينيه وأصبح واحدا من الذين لا يتوقفون عن انتقاد الحكومة الأمريكية بسبب الكيفية التي تتعامل بها مع المعتقلين في غوانتنامو وكلما وجد فرصة فإنه يكشف حقائق ومعاينات خاصة له جعلت موقف الإدارة الأمريكية في حرج كبير. * أخيرا وصل السيد هولدبروكس إلى مطار هيثرو البريطاني بدعوة من المنظمة البريطانية المدافعة عن حقوق الإنسان "ربريف"، حيث من المقرر أن يتحدث عن مشاهداته في السجن الرهيب.. وكانت منظمة ربريف البريطانية قد رفعت دعوى قضائية ضد الحكومة البريطانية حول دورها في عمليات نقل سرية للمشتبه في علاقتهم بالإرهاب نفذتها وكالة الاستخبارات الأمريكية "س.آي إيه" وتعريض المعتقلين للتعذيب في بلدانهم الأصلية بغرض الحصول على اعترفات منهم، إلا أن السلطات البريطانية منعت السجان الأمريكي السابق من دخول الأراضي البريطانية بعد وصوله إلى مطار هيثرو، ورحّلته إلى الولاياتالمتحدة.. وساق موظفو الهجرة البريطانيين للسيد هولدبروكس أسبابا واهية تدعو إلى الضحك، ذلك أنهم رفضوا السماح له بدخول المملكة المتحدة لكونه "عاطلا عن العمل، ويعيش في شقة مستأجرة في الولاياتالمتحدة، ويشتبهون بأنه لن يغادر المملكة المتحدة". * وأكد السيد الأمريكي أنهم "احتجزوه أيضا واستجوبوه قبل وصوله إلى مطار هيثرو"، وأوضح: أن موظفي الهجرة البريطانيين فتشوا حقائبه وسألوه على نحو متكرر إذا ما كانت لديه عشيقة، وإذا كان يعتزم استئجار شقة خلال وجوده في بريطانيا. * ونسبت صحيفة الجارديان إلى المحامي كلايف ستافورد سميث، مدير منظمة "ربريف" قوله إن "سلطات الهجرة في مطار هيثرو اتخذت هذا الإجراء انتقاما منا؛ بسبب تحريكنا دعوى قضائية ضد الحكومة". * هذا هو الغرب في عمقه الحقيقي.. من الخارج طلاء بالمجملات والمزينات، إلا أن وراء ذلك قلوبا شريرة حاقدة لا تفهم حقوقا للإنسان ولا تلتزم بمعايير ولا تراعي للياقة والإنسانية عرفا إذا ما كانت سمعة إداراتها مهددة بالفضيحة.. * ومن الغريب أن سلاح الغرب الأمضى في مواجهة دولنا وشعوبنا يندرج تحت بنود حقوق الإنسان وإنفاذ العدالة والمحاكم الدولية والقضاء الدولي والشرعية الدولية والقانون الدولي.. كله كلام فارغ ليس له ما يستند إليه.. إنها المصالح غير المشروعة التي تدفعهم لصياغة الخطط والبرامج وليس سوى المصالح.. ماذا لو نهض مثقفونا وصحفيونا ومفكرونا وساستنا لملاحقة المجرمين الأمريكان والأوروبيين في محاكم دولية وبحملات إعلامية نحقق فيها كرامتنا المهدورة؟