عاش مستمعو الإذاعة الثقافية أول أمس على مدى ست ساعات كاملة بداية من الخامسة مساء على وقع بث مباشر لحصة (لبنان الصامد)، وهي المرة الثانية حسب السيد محمد عميري، مدير الإذاعة، التي تقوم فيها الإذاعة الثقافية بتخصيص حصة لما يحدث في لبنان. ميلود/ب وقد اعتمدت الحصة على الجانب التفاعلي، حيث خصصت هوامش مهمة لمحاورة المثقفين والإعلاميين الجزائريين والعرب وكذا الشباب العربي، فقامت بالكثير من الاتصالات مع الداخل اللبناني من أجل نقل صورة حية عن الأوضاع العسكرية والإنسانية بعد شهر من القصف الإسرائيلي المتواصل، وقد أجمع أغلب الإعلاميين والعاملين لدى المنظمات الإنسانية بلبنان من الذين اتصلت بهم الحصة على سوء الأوضاع، وأن الواقع اللبناني بعد ثلاثين يوما من الحرب يتسم بالدمار والموت وسوء الأحوال الإنسانية، وحتى الظروف التي يعمل فيها الصحفيون لنقل الصورة الحقيقية لما يحدث أصبحت عسيرة حسب رضوان عقيل، وهو صحفي بجريدة النهار اللبنانية، صرح للحصة بأن الصحفيين يعملون في ظروف صعبة تسعى إسرائيل لاستمرارها للتعتيم على جرائمها اللاإنسانية، وهو نفس ما ذهب إليه نديم علاء الدين، مدير إذاعة صوت الشعب ببيروت، عندما أكد أن المراسلين على الجبهة يتعرضون لاستهداف مباشر، كما حاولت الحصة استنطاق الكثير من المثقفين والفنانين لنقل كل الانطباعات حول ما يجري إضافة إلى تركيزها على تتبع آخر الأخبار على الساحة اللبنانية، وهو ما نجحت فيه إلى حد كبير. قالوا عن جميلة زهية/م منى واصف - سوريا: لبنان اليوم بحاجة لموقف سياسي ودعم معنوي، وموقف الجزائر هذا ليس غريبا عن شعب المليون ونصف المليون شهيد، وهي الذي وقف دوما إلى جانب القضايا العادلة، خاصة وأن إسرائيل اليوم لم تترك لنا بديلا عن خيار المقاومة العظيمة والصامدة في الجنوب، وهي سبيلنا الوحيد إلى العزة والكرامة. سميحة أيوب - مصر: أنا اليوم في وطني الثاني الجزائر.. وطن المواقف والصمود التي سجلت بهذه الوقفة دعما ليس فقط للشعب اللبناني لكنها تحدت همجية إسرائيل، وكأنها بنقل بعلبك إلى جميلة تقول لإسرائيل أنت التي ضربت المسرح الروماني هناك وحرمت فرقة كراكلا الوقوف على المسرح هناك مصرح آخر، بعلبك آخر وصوت الفن لا يقهر أبدا. لطفي بوشناق - تونس: لا يسعنا إلا أن نشكر الجزائر التي وحدت هنا صوت الصمود العربي، وهذه مبادرة ذكية وجريئة، ونتمنى لو تمتد إلى باقي الأقطار العربية الأخرى حتى يكون الاستنكار أقوى والصدى أوسع، خاصة إذا جاءت المبادرة من الجزائر بلد الشهداء والمقاومة. أحلام مستغانمي - الجزائر: أنا فخورة لأن الجزائر وقفت وقفة تليق بمقامها ومكانتها، وإذا كانت هذه الوقفة أضعف الإيمان لأن لبنان اليوم ليس بحاجة للكلام بقدر ما هو بحاجة لمواقف ودعم سياسي ومادي، لأن المقاومة اليوم هي آخر القلاع المتبقية، فلو انهزم حزب الله والمقاومة فلن تقوم لنا قائمة، وستنقرض المقاومة حتى كمجرد فكرة، فاليوم نحن بحاجة لمقاطعة تجار الأسلحة الذين يقتلون أولادنا وشعوبنا بأموالنا، وعلى الشعوب أن تدرك هذا طالما أن حكامنا اختاروا الاستمرار في دفع ثمن كراسيهم لأمريكا. مهى صالح - سوريا: هذا موقف رائع من الجزائر تجاه لبنان في هذه الظروف الصعبة، والتي تؤكد أن الجغرافيا تسقط أمام خيارات المقاومة والألم الإنساني الذي يتوحد اليوم من المحيط إلى الخليج، ومادامت الشعوب لا تملك أي خيار آخر، فليكن صوت الفن والثقافة هو آخر قلاع الصمود والتحدي لبربرية إسرائيل. - عبد الحليم كراكلا - لبنان: إني اليوم في بلد الشهداء والثورة، جئت حاملا رسالة لبنان الجريح، وأنا اليوم أقوم بدور فرقة جبهة التحرير الوطني أثناء ثورة التحرير الجزائرية. كويكوليات رصدها: باديس قدادرة - أجهشت الروائية أحلام مستغانمي بالبكاء وهي تقرأ في ليلة الافتتاح (كلمة لبنان) وخاصة عندما وصلت إلى مقطع (لقد انكشفت عورات عروبتنا) فما كان من الجمهور الحاضر إلا رد التحية بالتصفيق. - رفضت مصالح ولاية سطيف الكشف عن العدد الحقيقي للتذاكر المباعة في سهرة الافتتاح!! إلا أن مصادر متطابقة قالت ل "الشروق اليومي" إن العدد لم يتجاوز في أحسن الأحوال ال 300 تذكرة، والسؤال المطروح هو كيف تم ولوج أكثر من 4000 شخص ركح جميلة مع انعدام الدعوات بحسب تعليمة الوالي؟! - لم يتمكن عبد الحليم كركلا من مواصلة قراءة كلمته الرائعة في سهرة الافتتاح بعد أن هرّبت الريح إحدى صفحاته التي تناثرت أمام الركح الروماني! وعندما استحال عليه قبضها فضل كركلا غلق باب الكلام بعد أن شكر سطيفوالجزائر وبوتفليقة كثيرا. - شهد الطريق الرباط بين سطيف وجميلة والمقدر بحوالي 52 كلم عملية تهيئة وتزفيت متطورة جدا!! لخضر بن تركي قال إن الثقافة نعمة على مواطني هذه المدن الحضارية، كما علمنا أن ولاية سطيف بصدد تسجيل مشروع إنجاز فندق ب 04 نجوم بمدينة جميلة الأثرية!! - لم يجد الصحافيون والمثقفون الذين تابعوا فقرات ليلة الافتتاح تفسيرا مقنعا لوجود فرقة كثيرة العدد تابعة لشركة (vigil) المختصة في حفظ الأمن والنظام؟! وعندما سألنا القائم على خلية الإعلام بولاية سطيف عن جدوى وجودها؟ قال لنا بالحرف الواحد (أنا أجهل صراحة الجهة التي دعتها وتعاقدت معها)!! لم تمر دقائق كثيرة عن موعد انطلاق سهرة الافتتاح حتى فتح المنظمون أبواب مسرح جميلة للجمهور الغفير الذي بقي في الخارج يترصد مثل هذه الفرصة؟! وبعملية حسابية بسيطة فقد خسر لبنان في هذه الليلة وحدها من أموال الدعم أكثر من 150 مليون سنتيم، فكيف ببقية الليالي؟ - أدت المطربة فلة عبابسة أغنية (لبنان يا سراج العرب) في ليلة الافتتاح وهي ترتدي بالكامل العلم اللبناني، بينما أدى لطفي بوشناق وصلته الغنائية مرتديا العلم الجزائري شأنه شأن سميحة أيوب ومنى واصف ومها صالح اللواتي كن يتابعن الحفل مرتديات برنوسا جزائريا خالصا يختلف لونه عن برنوس معالي الوزيرة خليدة تومي التي فقدت صوتها لمدة قليلة وهي تقود الجوق الجماهيري في مهرجان بعلبك جميلة؟ - أثنت وزيرة الثقافة على جريدة "الشروق اليومي" عندما أوفدت مبعوثين لها لتغطية حرب لبنان، ولما سألتها عن رأيها في مضامين التغطية اكتفت بالقول (أنا لم أقرأ إلا لشبوب بوطالب). - المطربة الجزائرية الصاعدة ياسمين حاج ناصر وجدت نفسها ضمن مجموعة فرقة كركلا للفنون الشعبية بعد أن أسند لها قائد الفرقة أدوارا غنائية كشفت فيها عن صوت متميز وقادر على الذهاب بعيدا لو تم الاهتمام به؟! ليلة مشهودة في مسرح كويكول هكذا تألق كركلا وعادت فيروز زهية منصر على صوت فيروز وماجدة الرومي المنبعث من زوايا المسرح الروماني للمدينة التاريخية جميلة كانت انطلاقة الليلة الأولى من ليالي جميلة بحضور أسماء عربية من العيار الثقيل على غرار مطرب القضية مارسيل خليفة، لطفي بوشناق، منى واصف، مهى صالح وسميحة أيوب، على مشهد الأعلام اللبنانية التي رفرفت في مدرجات المسرح الروماني وهتافات الجماهير، عاش مسرح كويكول ليلة مشهودة عندما انظم شباب المخيم القومي، حيث تحول المسرح إلى منبر لاستنكار الهجوم الشنيع على الأراضي اللبنانية، وقال الفن الكثير مما عجزت السياسة عن قوله، وردد الفنانون والمثقفون ما صمّت عنه آذان المنظمات الدولية والساسة العرب. في الليلة الأولى التي حضرتها وزيرة الثقافة وتحولت فيها إلى مطربة غنت "للشيخ إمام" ومحمد فؤاد نجم، تعاقب على ركح المدينة العديد من الفنانين في أغاني وطنية، حيث أدت فلة عبابسة "لبنان تاج العرب" ولطفي بوشناق "أنا آخر العرب" ومحمد فؤاد ومان ومحمد العماري.. أما نجم السهرة فكانت الفرقة اللبنانية لعبد الحليم كركلا في عرض حمل عنوان "لبنان الفن والصمود" العرض الذي كان سيقدم في لبنان على مسرح بعلبك، وكان سيسجل عودة الصوت الأسطوري فيروز قبل أن تقرر إسرائيل اغيتال تلك العودة الجميلة، وكانت العودة من الجزائر في مهرجان جميلة بعلبك الذي سيعود ريعه للشعب اللبناني في التفاتة رمزية تحمل معنى التضامن وتسجل موقفا سياسيا للجزائر التي طالما تبنت القضايا العادلة فرقة كركلا أمتعت الجمهور قرابة ساعة ونصف بلوحات فنية جسدت صمود لبنان الثقافي وعمقها الحضاري. وامتدت السهرة حتى الساعات الأولى من الصباح، ولم تكن فقط للفن والغناء، لكنها أيضا كانت للتنديد بالصمت العربي والانبطاح المذل للأنظمة، حيث دعت أحلام مستغانمي العرب للمقاطعة الرسمية للبضائع الأمريكية، طالما أن العرب يموتون بأموالهم، كما حيا مارسيل خليفة صمود الشعب وجنوب لبنان واستنكر الذل والهوان العربي وهو يعتلي المنصة على صوت الجماهير التي رددت معه واقفة "مناضلون"، فكانت الليلة التي أبكت محمد الطاهر الفرڤاني وجعلت الكاتب اللبناني أحمد الزين يتبنى "إرهاب نصر الله". ليالي جميلة تتواصل إلى غاية 18 أوت الجاري مع أصوت عربية وجزائرية أبرزها خالد، عاصي الحلاني، آيت منڤلات ومارسيل خليفة. حيّت المقاومة واستشهدت بخطابات نصر الله: تومي تغني للبنان وتصنع الحدث في حفل افتتاح جميلة موفد الشروق الى جميلة: نصرالدين معمري صنعت الوزيرة خليدة تومي الحدث في حفل افتتاح الطبعة الثانية من مهرجان جميلة بسطيف بعدما سرقت الأضواء بكلمتها "الساخنة" المصنفة في خانة الخطب "الحماسية "، حيث أعلنت تومي دعم الجزائر الكامل للبنان ضد الغطرسة الصهيونية المتزايدة وسط الصمت الدولي المطبق والتخاذل العربي الرسمي الفاضح، قبل أن تحيي المقاومة الباسلة التي صنعها حزب الله الذي رفع رأس الأمة عالياً وتستشهد بكلمات سماحة الشيخ حسن نصر الله فيما يتعلق بالواجب المنتظر للدول العربية والإسلامية تجاه هذا العدوان البربري على لبنان، وفي هذا السياق أكدت وزيرة الثقافة بأن المثقف والفنان جنديان في معركة الإعلام التي تشكل الجانب الحساس في الحرب الدائرة الآن، قبل أن تدعو كل الممثلين والشعراء والفنانين والصحافيين إلى فعل ما عجز عنه الساسة والزعماء العرب، لأن الفن - بنظر خليدة- بإمكانه تغيير الكثير من وقائع ومعطيات الساحة السياسية محليا ودوليا. تومي التي دعت رجال المقاومة إلى الموت " واقفين" وأعادت الكلمة الشهيرة للمثل سيد علي كويرات ( موت واقف... ) في فيلم الأفيون والعصا، ثم طالبت اللبنانيين بالإقتداء بثورة 01 نوفمبر 54، أوضحت بأن مهرجان جميلة اختير له ليكون منبراً عربياً صارخاً في وجه الهمجية الصهيونية وموقعاً لتسجيل وقفة قوية مع لبنان ( الدولة والشعب والمقاومة) وكذا فلسطين التي انفرد بها أولمرت في غفلة ( وتواطؤ) من الأشقاء العرب، لدرجة أن الكلمات _ تضيف تومي- تعجز عن التعبير بما يختلج في الصدور من أسى وحزن على ما يقع من مجازر رهيبة وخراب شامل وتدمير مبرمج للبنى التحتية والعمق اللبناني، لتنتفض بعد ذلك قائلة: " لبنان يحتاج للكلام وليس إلى الصمت، ولبنان يحتاج إلى دعم الصمود وليس إلى الحزن والأسى.."، بعدها فاجأت الوزيرة الجميع بخروجها عن النص ( على طريقة الرئيس بوتفليقة ) بتلحينها لمقاطع للشاعر المعروف محمد فؤاد نجم وهو ما دفع الجمهور إلى التصفيق طويلاً لهذه الخرجة التي تحولت فيها تومي من وزيرة إلى شابة والوقوف لترديد نشيد من جبالنا الذي غيرته الوزيرة الفنانة وكيفته مع ما يجري في لبنان فأصب. وفي ختام الكلمة قالت الوزيرة كل الجزائريين لبنانيون، وبعلبك أصبحت جميلة وجميلة جزء من لبنان قبل أن تسلم مفتاح جميلة إلى محافظ مهرجان بعلبك عبد الحليم كركلا الذي قدمت فرقته لوحات فنية استعراضية وغنائية قمة في الجمال وكذا الفنان الكبير مارسيل خليفة الذي ألهب الركح الروماني بمقطع من نشيده الشهير "مناضلون ". هذا وكشفت الوزيرة الثائرة في دردشة مع الشروق اليومي بعد نهاية السهرة الأولى التي كانت رائعة ولبنانية خالصة بأن حماستها ودمها الساخن - كبقية الجزائريين- هما اللذان دفعاها إلى الخروج عن المألوف وحدود البروتوكولات الرسمية في كلمات الافتتاح وتمنت لو كانت قادرة على فعل أكثر من ذلك ( يبدو أن الوزيرة كانت تريد الجهاد مع حزب الله؟) مع أنها أثنت على الموقف الرسمي للجزائر تجاه لبنان والذي كان سقفه مرتفعاً ، حيث أشارت إلى مواقف الرئيس بوتفليقة وكلمات وزير الخارجية في اجتماع وزراء الخارجية العرب الأخير في لبنان وطالبت الأحزاب والمنظمات والجمعيات بأخذ زمام المبادرة والقيام بأعمال جماعية نوعية لصالح لبنان وفلسطين .