الحصة نجحت في توقيف حالات انتحار وطلاق ميؤوس منها بعد مد وجزر طويليين وآخر ورد، بثت حصة قصة وقصيد لمتتبيعها على أمواج إذاعة البهجة سهرة أمس، في توقيتها الاعتيادي، في الوقت الذي انتشرت فيه معلومات وأخبار تفيد بقرار توقيفها، من قبل مدير إذاعة البهجة السيد فريد طوالبي. وفي محاولات عدة قمنا بها مع المنشط فيصل كرشوش، للوقوف على حقيقة صدور قرار شفهيا بتوقيف حصته، وتحفظ فيصل عن الإدلاء بأي تصريحات قد تحسب عليه، مفضلا إلتزام لصمت حيال عاصفة قد تهب في أي وقت. وفي هذا الصدد؛ كانت ''النهار'' قد علمت من مصادر موثوقة جدا، لتلقي المنشط فيصل كرشوش قرار توقيف حصة عن البث، وأكدت مصادرنا أن قرار التوقيف كان شفهيا، غير أنه لم ينفذ في اللحظات الأخيرة خاصة في ظل حركات التغيير التي ستطال مؤسسة الإذاعة بمختلف محطاتها خلال الأيام القليلة المقبلة، وعلى رأسها إذاعة البهجة. والجدير ذكره؛ أن حصة ''قصة وقصيد'' التي تبث كل ليلة أحد وثلاثاء من الحادية عشرة ليلا إلى منتصف الليل، كانت قد حظيت على مدار عام وشهرين من بثها، بإعجاب الكثير من المستمعين من مختلف الأعمار والفئات الإجتماعية، لما تحتويه من مواضيع حسّاسة مستقاة من عمق المجتمع، بحيث يحسب للثنائي فيصل كرشوش كمنشط والمخرج رشيد مرسلاب كمخرج، تناولهما للكثير من الآفات الإجتماعية على المباشر، بعد أن تحولت الحصة إلى منبر ''فضفضة''، فمن المستمعين من توقف عن تعاطي المخدرات وممارسة السرقة، كما نجحت الحصة في إثناء كثير من المستمعين عن قرارات سلبية؛ مثل الطلاق والانتحار، وعالجت كل أنواع التشدد والتعصب، لتتحول حصة ''قصة وقصيد'' إلى فضاء حميمي للمستمع الذي يلقي بهمومه عليها، والمفارقة أن فيصل كرشوش منتج ومنشط الحصة، والحاصل على شهادة عليا في الشعر والمسرح من أحد المعاهد الخاصة، يحول قصص المستمعين إلى قصائد شعرية يلفظها على المباشر، ومن هنا جاء عنوان الحصة ليفسر محتواها. والغريب أن الحصة التي كانت تبث بنظام ثلاث مرات في الأسبوع، فوجئ الجمهور المتتبع لها بعد رمضان، باختصار بثها مرتين في الأسبوع، ليكون هذا أول مسمار في النعش الذي يحاول بعض الضعفاء بناءه، للحصة التي أكلت الأخضر واليابس، وباتت الأكثر متابعة بين جمهور إذاعة البهجة، خاصة بعد نجاحها في توقيف حالات انتحار ميؤوس منها، وأعادت ترميم زيجات كانت على حافة الطلاق لتستحق بذلك ''قصة وقصيد''، أن تكون حصة تفاعلية اجتماعية من الدرجة الأولى ولأن الحصة ناجحة ومتابعة من كل الفئات، وبدأ فيما يبدو ذوي النفوس الضعيفة ''الحفر لها''، وكانت الحفرة الأولى تقليص بثها، ثم الحفرة الثانية كانت توصل أصداء غير صحيحة لمدير البهجة، الذي كاد يتخذ قرارا بتوقيفها عقب إذاعة يوم الأحد الماضي، حيث أكدت مصادرنا أن طوالبي طلب تسجيل الحلقة للإطلاع على فحوى المواضيع المتطرق إليها، وأغلب الظن أن هذه الحلقة هي من حاول أعداء الحصة وضعها بوجه الدفع لتتوقف، هذا عدا الرقابة الممارسة على الحصة، وخاصة على القصائد، حيث ألقى فيصل كرشوش قصيدة بعنوان ''الجنة الحمراء''، تناول من خلالها آفة تناول الخمر، وتردد أنها كانت القطرة التي أفاضت الكأس، رغم أن الكلام الذي جاء فيها لم يحمل أي خدش للحياء: ''عمري ولادرت في البال نخلي المرا في الدار محيرة ... نحرمها من قوت لعيال ونمدهم لواحدة أخرى.''