لعل أهم كلمة في القاموس السياسي الليبي والتي عادت لإثراء خطابات القذاذفة ، مع الثورة الشعبية ضد النظام، هي كلمة "طز"، حيث ورثها سيف الإسلام عن أبيه ليوظفها ضد من يعلن مواقف لا تتماشى مع نهج أقدم حاكم على الكرة الأرضية . * و عادت هذه الكلمة إلى الساحة الإعلامية مجددا ، ولكن هذه المرة على لسان سيف الإسلام القذافي الجمعة عندما انتقد المواقف العربية الرافضة لمجازر القذاذفة في حق الليبيين وقال " طز في العرب وجامعتهم " ، بشكل يعيد إلى الأذهان خطابات والده العقيد تجاه الغرب أيام الحصار الذي كان مضروبا على ليبيا بسبب قضية لوكربي عندما كان يصيح في كل مناسبة ب " طز في أمريكا " . وإن كان للكلمة معنى سلبي في نظر الكثير من الشعوب العربية التي تتحفظ منها، لخلفية في ذهنها ارتبطت ب"الشتم الحاد" لمن توجه إليه ، إلا أن أصل الكلمة بعيد عن المعنى المحتبس في تلك الذهنيات، إذ أن منشأها عثماني، واستوردها العرب من الأتراك بعدما كانوا يستعملونها عند مداخل مراكز الضرائب، للإشارة إلى الملح الذي يريدون تمريره بغية استبداله بالقمح . ولئن وجهها سيف الإسلام إلى العرب ، في خطاباته الأخيرة، متذمرا من موقفهم تجاه الأزمة التي تعصف ببلاده، فإن والده كان السباق في استعمالها في سبعينيات القرن الماضي، عندما كان يطلق سهم "طز" كلما ثار على الدول الغربية. والمفارقة أن ابن الزعيم الليبي سيف الإسلام، الذي انتظر العالم منه خطابات سياسية أنضج من مفردات والده، ارتأى توظيف ذات الحرفين، شاتما الأنظمة العربية، ليرسخ للجميع أن من كان سيحكم ليبيا بعد والده هو قذافي آخر، لم يغير حتى مصطلحاته السياسية. واتخذ موالو القذافي ال"طز" شعارا لهم، ضد مختلف القنوات الإعلامية و أمريكا وغيرها ممن شبه لهم أنهم متواطئون ضدهم، والغريب أن الكلمة بات يستعملها حتى غير العرب، ممن بحثوا بجدية عن معناها فلم يجدوا فيها إساءة، لتدخل قاموسهم بلغة الأنترنيت على الفايسبوك والتويتر ومختلف مواقع التواصل الإجتماعي، وجمعت "طز" بين مختلف الأجناس خاصة بعدما شتم بها القذافي الأب "الغرب"، وأضاف لهم الإبن "العرب". *