كشف السياسي التونسي كمال اللطيف، الملقب برجل الظل ، بأن الرئيس الراحل بورقيبة صفع خليفته المخلوع زين العابدين بن علي غداة الإطاحة به، مشيرا بأن ليلى الطرابلسي كانت الحاكمة الفعلية لتونس أمام ضعف زوجها، ومؤكدا ان الشاذلي بن جديد وافق على الإطاحة ببورقيبة دون الإساءة إليه. * أنا من أقترح بن علي لأول مرة.. * وعاد اللطيف الذي كان مقربا من رجال الدولة في عهد الرئيس الراحل بورقيبة، في حديث لمجلة ..ايكسبرس أف أر..، الفرنسية، إلى بدايات تعرفه بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، وقال.. التقيت بن علي سنة 1978 عن طريق صديق.. اشتغل حينها رئيس أركان الجيش واسمه السيد عبد الحميد الشيخ الذي قدمني اليه .. * ثم أردف قائلا.. كانت المشكلة الأساسية في تونس في الثمانينات هي مشكلة الأمن ، وبن علي كان رجلا مختصا بدرجة امتياز في الأمن..خلال ثورة الخبز سنة 1984 كان يشغل منصب سفير تونس في فارصوفيا ، وذهبت لزيارة الوزير الأول آنذاك ، محمد المزالي الذي اعرفه جيدا وأخبرته، بأنه يلزمه شخص قادر على مجابهة الوضعية واقترحت عليه الاتصال ب"بن علي" وهو ما تم فعلا * وقام "المزالي" بتسمية "بن علي" مديرا للأمن الوطني ثم صار كاتب دولة فوزيرا للداخلية فوزيرا أولا في 2 أكتوبر 1987 * هكذا خططنا للإطاحة ببورقيبة.. * وتحدث المعني عن الخطة التي رتبها شخصيا رفقة زين العابدين بن علي، للاطاحة بالرئيس الاسبق بورقيبة، قائلا ... دخل المحيطون ب"بورقيبة" في صراع مع بن علي بعد ايام قليلة من تسميته على رأس الحكومة ، ونجحوا في اقناع الرئيس "العجوز" بتسمية محمد الصياح عوضا عنه. وذات مساء زارت "سعيدة ساسي" التي كانت تعتني بخالها منذ ان هجرته زوجته وسيلة "بن علي" واخبرته بأنه ستتم اقالته وبمجرد مغادرتها اتصل بي "بن علي" واتصل كذلك بالهادي البكوش وزير الشؤون الاجتماعية ومحمد شكري الذي كان انذاك في وزارة الداخلية مكلفا بمتابعة نشاط "سعيدة ساسي" لفائدته والحبيب عمار قائد الحرس الوطني واجتمعنا كلنا لدى "بن علي" والساعة كانت تقارب منتصف الليل وأعلمته بما كنت أفكر فيه وهو ان بورقيبة لم يعد قادرا على ممارسة مهامه الرئاسية وان السلطة في حاجة لمن يلتقطها وعليه القيام بذلك. * بورقيبة أهان وصفع بن علي وأمريكا شاركت في الانقلاب * لم أردف قائلا ..في اليوم الموالي ذهب "بن علي" للقاء بورقيبة حسب موعد كان بينهما وهناك قوبل بقلة احترام شديدة ف"بورقيبة" اهانه بل تجاوز ذلك وقام بصفعه. فاتصل بي فورا والتقينا مرة اخرى لديه.. كنت اعرف جيدا السفير الامريكي في تونس في ذلك الوقت وكنت اعلم انه سيتقابل مع بورقيبة في اليوم التالي صحبة ممثل الولاياتالمتحدةالامريكية لدى منظمة الاممالمتحدة فارين وولترز ونخبة من الديبلوماسين الامريكيين فنظمت قبل تلك المقابلة موعدا بينه وبين "بن علي" فالفكرة كانت اقناع الامريكيين بتمرير بعض العبارات لفائدة "بن علي" ل"بورقيبة" ومحاولة اقناعه ان المحيطين به يحاولون ابعاد بن علي لانه حليف لامريكا . * الجزائر وحدها كانت تعلم بسر التخطيط للإطاحة ببورقيبة * ومن بين ما كشفه كمال اللطيف، ان الجزائر كانت البلد الوحيد الذي علم بمشروع الإطاحة ببورقيبة ، قائلا : ..الصدفة شاءت ان يكون وزير الداخلية الجزائري الهادي خذيري في زيارة الى تونس حينها وقد اقترحت على "بن علي" اخباره كي نحصل على دعم الرئيس الجزائري "شادلي بن" جديد الذي اعطانا بدوره الضوء الاخضر شرط ان يحظى "بورقيبة" بمعاملة جيدة. * بن علي.. لم يكن الرجل المناسب لتونس..لكنه كان المرشح الوحيد * واعترف اللطيف في ذات الحوار، بأن بن علي ورغم انه لم يكن الرجل المناسب لكرسي الرئاسة في تونس ، لانتقاصه إلى الحنكة والحكمة الو بعد النظر اللذين يجب ان يتوفرا في رئيس دولة ، الا انه كان الانسب دستوريا في تلك الفترة وقال.. بورقيبة كان قد خرف ومرض وتونس و في اطار الدستور "بن علي" كان الوزير الاول ودستوريا لا يحق لاحد غيره تعويض بورقيبة. * اختلفت مع بن علي بسبب ليلى الطرابلسي * ولأن ليلى الطرابلسي زوجة الرئيس المخلوع من أكثر النقاط سوداوية في تاريخ تونس من حيث الفساد واهدار المال العام ، كشف اللطيف ما يعرفه من أسرار عن هذه السيدة التي حكمت بلاط قرطاج من خلف الستار وذهب الى حد القول ...نعم ليلى الطرابلسي كانت عشيقة بن علي منذ سنة 1984 وحين التقى بها كانت تعمل سكريترة في شركة مقاولات وكانت امراة سهلة تحب المال وهو كان مغرما بها للغاية سنة 1992 حين قرر الطلاق ليتزوجها أخبرته بأنه يرتكب خطأ فظيعا فهي لم تكن التي تليق برئيس دولة فقد كنت اعرف أيضا عائلتها فإخوتها كانوا منحرفين وقد أخبرته بكل ذلك ولكنه لم يهتم وتزوج بها واعلمها بما أخبرته عنها.. * ليلى الطرابلسي ..حاكمة تونس الفعلية * كما كشف المعني بان ليلى الطرابلسي استطاعت بدهائها أن تمسك زمام الأمور في تونس في ظرف وجيز ..منذ البداية تمكنت من جعل بعض مستشاري زوجها في صفها من بينهم عبد الوهاب عبد الله الذي كان في القصر وكان يضع يده على قطاع الإعلام أيضا عبد العزيز بن ضياء وعبد الله القلال الذي كان في خدمتها ومنذ ذلك الوقت تقلص نفوذ الرئيس العاشق وزاد تأثيرها عليه...ومنذ بداية 2000 اصبحت كل الامور بيدها اذ لا يمكن لاي شخص مقابلة الرئيس مباشرة فقد كانت تقرر من يقابله ومن لا يقابله وهذا تفاقم اكثر عندما بدات حالة "بن علي" الصحية تتدهور.. * *