طمأن الزعيم الليبي معمر القذافي جيرانه التونسيين بأنه "مع إرادة الشعب التونسي" الذي أطاح بالرئيس زين العابدين بن علي لكنه حذر في المقابل من تدخلات أجنبية في تونس ومن "بلقنة" البلاد. وصرّح القذافي في مقابلة تلفزيونية خاصة مع محطة "نسمة تي في" التونسية ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء بأن ليبيا "لن تدخل معركة في تونس لتعيد بن علي بالقوة إلى الحكم". وقال إن "من يروجون لمثل هذه السخافات إنما يضحكون على عقول الإخوة في تونس"، نافيا أن يكون بن علي طلب اللجوء إلى ليبيا بعد الإطاحة به. وكانت مخاوف سادت الأوساط السياسية والشعبية في تونس بعد أن أعلن القذافي في خطاب توجه به يوم 16 يناير إلى التونسيين، عبر التلفزيون الليبي، أنه "متألمٌ جدا" بعد الإطاحة بصديقه بن علي الذي هرب إلى السعودية، معتبرا أنه "لا يوجد أحسن من بن علي ليحكم تونس في الفترة الحالية" وأنه "يتمنى لو يبقى بن علي رئيسا لتونس مدى الحياة". وقد أثيرت مخاوف بعد أن نشرت وسائل إعلام غربية تقارير تحدّثت عن لجوء أعداد كبيرة من جهاز الأمن الشخصي للرئيس المخلوع بن علي إلى ليبيا وعن احتمال استعانة القذافي بهم لإعادة بن علي للحكم. وأضاف الزعيم الليبي: "أنا مع الشعب التونسي إذا كان ينوي التخلص نهائيا من الحكم الجمهوري والتحول إلى النظام الجماهيري" المعتمَد في ليبيا والذي قال إنه يتيح للشعب أن يحكم نفسه بنفسه. ونبه القذافي إلى أنه "يجب أن لاتسرق أحزابٌ أو جهات أجنبية ثورة الشعب التونسي" ولفت إلى أن "هناك مناورات في الداخل والخارج كلها تريد أن تسرق ما عمله الشعب" دون أن يقدم توضيات أكثر. وقال: أنا أرى تدخلات... ومطامع أجنبية تريد استغلال تضحيات الشعب التونسي لمصلحتها؟". واستبعد القذافي وصول "حركة النهضة" الإسلامية المحظورة في عهد بن علي إلى الحكم في تونس. وقال: لا أعتقد أن تقبل المرأة التونسية التي تحررت كثيرا في عهد الحبيب بورقيبة ثم في عهد بن علي أن يسود حكم الإخوان المسلمين في هذا البلد.