أقدم معمر القذافي وقيادة قواته العسكرية على تغيير إستراتيجيته في مواجهة الثوار في طرابلس، مباشرة بعد إعلان مجلس الأمن عن صدور قرار فرض حظر جوي على ليبيا، اعتبره البعض تكتيكا لحماية قواته من قصف القوات الدولية المشاركة في الحظر. * فقد تراجع العقيد القذافي أمس عن شن هجوم حاسم على مدينة بنغازي لاستعادتها، وهو ما سبق وأن أعلن عنه معية نجله سيف الإسلام، وأرجع عدم مهاجمة بنغازي إلى أسباب إنسانية، حسبما نقلته قناة "سي أن أن" عن نجل القذافي. * وكان سيف الإسلام القذافي قد أتصل بمراسل "سي أن أن" في طرابلس، وأبلغه أن قوات والده لن تدخل بنغازي، وإنما ستتمركز حولها، أن هذه القوات ستساعد الناس على الخروج من المدينة، بينما سترسل الحكومة الشرطة، وقوات مكافحة الإرهاب لانتزاع الأسلحة من المتمردين، على حد وصفه. * ويوحي التكتيك الليبي الجديد بأن العقيد القذافي يحاول حماية قواته من القصف الجوي بتوغلها بين المدنيين، خاصة وأن هجوم اليوم على مصراته اتسم بغياب قوات المشاة، الذين حشروا داخل الدبابات والمدرعات. * من جهة أخرى، خرج سكان بنغازي في ميدان الشهداء، أمام محكمة شمال بنغازي للتعبير عن فرحتهم، أمام شاشة عملاقة كانت تنقل الجلسة التاريخية لمجلس الأمن الدولي، وأطلق المقاتلون الرصاص بكثافة في السماء ، بينما سجد العديد من المحتشدين شكرا لله على هذا القرار.