واصلت الكتائب الأمنية الموالية للعقيد معمر القذافي قصفها للأحياء السكنية في مدينة أجدابيا شرق ليبيا، برا وبحرا، في حين تصدى الثوار لهجمات متواصلة من قوات القذافي على مدينة مصراتة. في وقن يهدد سيف الإسلام نجل القذافي باقتراب موعد استعادة قوات والده لمدينة بنغازي في حدود لا تتعدى 48 ساعة. وكان متحدث باسم الثوار الليبيين قد نفي ما أعلنه التلفزيون الليبي عن سقوط مدينة أجدابيا، وأكد أن الثوار يسيطرون على معظم أحيائها. ومن جانبه، قال خالد السائح منسق المجلس العسكري التابع للثوار إنهم صدوا تقدم كتائب القذافي عند البوابة الغربية للمدينة وإنهم أعطبوا ثلاث دبابات وقتلوا عددا من جنود القذافي. وأكد العقيد فرج الفيتوري الناطق الرسمي باسم لواء السابع عشر من فبراير أن أجدابيا تحت سيطرة الثوار بالكامل، بعدما تمكنوا من صد قوات القذافي وأسر مجموعة من أفرادها. وأفاد شاهد عيان بوجود معارك شرسة بين الثوار وما سماها »قوات فارة« من نظام العقيد على الأطراف الشرقية لأجدابيا، مرجحا أنها فقدت التواصل مع قيادتها. وحسب مصادر ليبية فقد قتل 25 شخصا على الأقل وأصيب أكثر من 70 آخرين جراء غارات كتائب القذافي على أجدابيا أول أمس. كما أعلن ثوار ال17 من فبراير أن طائرتين تابعتين للثورة قصفتا الثلاثاء الماضي سفينتين حربيتين تابعتين لنظام القذافي كانتا تقصفان مدينة أجدابيا من البحر، حيث أكد مسؤولون في المجلس العسكري حصول الثوار على طائرات حربية قديمة منذ أسابيع لكن القادة الميدانيين فضلوا عدم استخدامها أملا في فرض الدول الكبرى حظرا جويا على النظام الليبي. وقد أفادت أنباء عن تقدم الكتائب الأمنية صوب الطريق المؤدية إلى مدن الشرق الليبي المحررة. وتزامن ذلك مع تصريح لسيف الإسلام نجل القذافي أمس قال فيه إن قواته قريبة من بنغازي، وإن »الأمر سينتهي خلال 48 ساعة«. وذكرت مصادر في بنغازي أن قوات القذافي قصفت عدة قرى شرق وشمال شرق مدينة أجدابيا أمس. وقد أكد العقيد فرج الفيتوري أن مدينة بنغازي تعرضت صباح أمس لقصف جوي من قبل قوات القذافي، مشيرا إلى أن المضادات الأرضية تصدت للطائرات المغيرة وأجبرتها على الفرار. ونفى نشطاء في ائتلاف 17 فبراير وجود أي عمليات نزوح للسكان من المدينة, مشيرا إلى أن ما يعلنه التلفزيون الليبي في هذا الصدد يهدف إلى تخويف المواطنين وبث الذعر وأضاف »الخطوط الأمامية محصنة, ونسعى لاستدراج كتائب القذافي«. وكان الجيش الليبي قد أعلن في بيان للمواطنين في بنغازي أنه سيبدأ مهمة -وصفها بالإنسانية- »لتخليصهم من مقاتلي المعارضة المسلحة«، كما بث التلفزيون الرسمي إعلانا حث فيه الجيش مواطني بنغازي على عدم السماح لأبنائهم بالانضمام إلى الثوار الذين وصفهم »بالإرهابيين«. ومن طبرق شرق ليبيا، أفادت مصادر بأن الثوار في المدينة تمكنوا من السيطرة على سفينة شحن محملة بالبنزين تابعة لنظام معمر القذافي كانت قادمة من اليونان في طريقها إلى ميناء الزاوية غرب طرابلس. وقد حول الثوار مسار السفينة التي تعود ملكيتها إلى هنيبعل نجل العقيد القذافي نحو طبرق بعد أن سيطروا عليها, كما قاموا بتغيير اسمها من (أنوار أفريقيا) إلى (السابع عشر من فبراير). وأطلق الثوار اسم الشهيد علي الجابر مصور »الجزيرة« على عملية الاستيلاء على السفينة. وفي مصراتة نقلت مصادر عن سكان أن قوات القذافي هاجمت المدينة أمس من ثلاثة محاور. وذكر سعدون المصراتي، عضو اللجنة الإعلامية لشباب ثورة 17 فبراير في مصراتة أن قوات القذافي قصفت الأحياء السكنية بشكل عشوائي لإشاعة الذعر بين المواطنين ودفعهم إلى مغادرة المدينة التي لا يزال الثوار يحكمون سيطرتهم عليها.