دخل فجر اليوم، القرار الدولي رقم 1701 الداعي لوقف إطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله حيز التنفيذ، فاسحا المجال أمام صعوبات لا تقل خطورة وتعقيدا من المواجهة العسكرية طيلة أزيد من شهر، ويتعلق الأمر بتطبيق القرار في الشق المتعلق بانتشار 15 ألف جندي لبناني مدعومين بقوات الطوارئ الدولية، حيث ينتظر أن يشرع اليوم، في العملية، في ظل تمسك المقاومة بقيادة حزب الله بخيار "الحرب التي لم تنته بعد"، وفي ضوء بقاء جنود إسرائيليين فوق التراب اللبناني إثر عملية الإنزال التي قام بها جيش الاحتلال في اليومين الماضيين. رمضان بلعمري/ الوكالات وعلى صعيد العملية السياسية، وافقت الحكومة الإسرائيلية برئاسة إيهود أولمرت أمس، بشكل رسمي على قرار مجلس الأمن 1701 بعد إعلان الحكومة اللبنانية قبول القرار بشكل رسمي مع تسجيل تحفظاتها عليه، كما أن الحكومة الإسرائيلية عقدت اجتماعا مطولا لبحث القرار، قبل أن تعلن رسميا الموافقة عليه. وقال نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية شمعون بيريز أمس، للإذاعة الإسرائيلية "في رأيي انتهت الحرب بتحقيقنا نوعا من الانتصار على الصعيدين السياسي والعسكري، لقد بدأنا ببطء ثم عمدنا إلى تسريع وتيرة عملياتنا، في حين بدأ حزب الله الحرب بقوة شديدة والآن أصبح منهكا نسبيا"!! وتفاعلا مع قرار وقف إطلاق النار وموافقة الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية، رحب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا بقرار مجلس الأمن وأعرب عن أمله في قبول حكومتا لبنان وإسرائيل له. وقال الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية في بيان بهذا الخصوص إن "القرار 1701 الخاص بلبنان ينقصه التوازن، لأنه لم يأخذ في الاعتبار بشكل كاف مصالح لبنان ووحدته وأمنه واستقراره وسلامته الإقليمية". وفي القاهرة بحث الرئيس المصري حسني مبارك مع وزير الخارجية الإيراني منوشهر متكي الوضع في لبنان والملف النووي الإيراني. من جهتها وصفت إيران دعوة مجلس الأمن لنزع سلاح حزب الله أنها "غير منطقية"، رغم ترحيبها بوقف إطلاق النار المعتزم بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وفي ماليزيا رحب رئيس الوزراء الماليزي عبد الله أحمد بدوي، بالقرار الدولي وعبر عن الأمل في أن يقود إلى إحلال سلام دائم في لبنان الذي أرهقته الحرب. وتترأس ماليزيا حاليا منظمة المؤتمر الإسلامي الذي يضم 56 دولة إسلامية، وقال بدوي على الرغم من أن القرار لا يرقى للوفاء بمطالب الحكومة اللبنانية، فإنه لا بد من تطبيقه فورا من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي اللبنانية. عشرات القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي وفي الميدان، أعلن حزب الله أن 25 جنديا إسرائيليا سقطوا بين قتيل وجريح بعد أن وقعوا في كمين ببلدة عيتا الشعب جنوب لبنان، في وقت أطلق أزيد من 200 صاروخ في العمق الإسرائيلي. ويأتي ذلك بعد ساعات من مقتل ستة جنود إسرائيليين في معارك مع مقاتلي حزب الله في الجنوب اللبناني بعد يوم من مقتل 24 جنديا آخر في معارك أول أمس، بينهم خمسة قتلوا بعد أن أسقط حزب الله مروحيتهم في قرية ياطر. وأفاد مراسلون في صور إن حزب الله دمر ثلاث دبابات في معارك بلدة الخيام، مشيرا إلى أن مقاتليه يتصدون كذلك لقوات إسرائيلية تحاول انتشال جثث ضحايا مروحية تحطمت أمس، في وادي مريامين بقرية ياطر. وكشفت مصادر أمنية لبنانية أن قائد وحدة المدرعات الإسرائيلية في وادي الحجير أصيب بجروح خطيرة في معارك جرت في هذه المنطقة. من جهة ثانية، أفادت قناة الجزيرة أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وكبار قادة الحزب لم يصب أي منهم في القصف الإسرائيلي العنيف الذي استهدف مجمعا سكنيا في الضاحية الجنوبيةلبيروت. وقال مراسلها في بيروت إن عشرين انفجارا عنيفا هز منطقة الرويس خلال دقيقتين جراء هذا القصف الذي يبدو أنه جاء بناء على معلومات استخباراتية حصلت عليها إسرائيل، مشيرا إلى أن المجمع السكني الذي استهدف في القصف تحول إلى ركام. وقد نفى حزب الله من جهته، أيضا "أن يكون أمينه العام أو أي من قياداته في ذلك المجمع". وقبل ذلك شن الطيران الإسرائيلي غارات جديدة على مدينة صور بعد غارات مماثلة تعرضت لها المدينة في الصباح الباكر.