أكد الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، أن الحرب لا تزال مستمرة وأن رجال المقاومة يكبدون العدو الإسرائيلي خسائر فادحة رغم صدور القرار الدولي الداعي إلى وقف إطلاق النار. وجاء كلام نصر الله، أمس في كلمة متلفزة نقلها تلفزيون المنار، بمثابة رد صريح على محاولة الجيش الإسرائيلي إيهام الرأي العام المحلي والدولي من أنه يحقق تقدما عسكريا في العمق اللبناني. رمضان بلعمري/ الوكالات وأسقط حسن نصرالله كل أوراق التوت عن الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من ضغوط داخلية بسبب خسارته في الحرب مع حزب الله، وفي هذا السياق قال نصرالله إن استمرار جيش العدو في الاجتياح العسكري أمس من خلال عملية إنزال لجنوده في جنوب لبنان إنما الهدف منه هو"محاولة حفظ ماء الوجه"، وهو أمر مرتبط بصورة الجيش الإسرائيلي التي يراد الحفاظ عليها بواسطة "التكتيك الحربي" المدعوم أمريكيا والذي سيدوم أياما أخرى. وأمام هذا الوضع بشر حسن نصر الله جنود الاحتلال بأن "المقاومة موجودة وصلبة وهي تكبد العدو المزيد من الخسائر"، وضرب مثلا على ذلك ب "مجزرة الدبابات" التي تمكن فيها حزب الله من تفجير أزيد من 21 دبابة ميركافا إسرائيلية بعدة مواقع في الجنوب. وعلى الصعيد السياسي، فصل الأمين العام لحزب الله بشكل جلي في موقف الحزب من القرار الأممي، قائلا إنه "لن يعرقل عمل الحكومة اللبنانية في جهودها مع الأممالمتحدة ومع حكومة العدو"، مؤكدا التزامه بوقف إطلاق النار متى تم الاتفاق عليه رغم التحفظات التي سجلها عليه، وقال في هذا الشأن إن "المقاومة هي رد فعل وعندما تتوقف الاعتداءات سنوقف عملياتنا العسكرية"، وأضاف إن "كل ما يسهل عودة أهالينا إلى بيوتهم وكل ما يسهل وصول أعمال الإغاثة فالمقاومة ستكون مع هذا الخيار". ووعد نصر الله بتقديم المساعدة كذلك للجيش اللبناني وقوات الأممالمتحدة المسماة ب "اليونيفيل" حال ما باشروا الانتشار في جنوب لبنان. لكن هذا التساهل الذي أظهره الأمين العام لحزب الله كان مرفوقا أيضا بإطلاق تحذيرات متعددة الجهات، أهمها موجهة للعدو الإسرائيلي عندما أكد أن حزب الله يعتبر أن الحرب لم تنته بعد في ظل مواصلة العدو تقدمه العسكري حتى وإن كان تكتيكيا. ووجه نصر الله دعوة للشعب اللبناني وحكومته لعدم الاغترار بالقرار الدولي الداعي لوقف إطلاق النار، ودعا الداخل اللبناني إلى المحافظة على وحدة الصف التي كانت العامل الحاسم في عدم تسجيل نتائج سياسية سيئة جدا، على حد تعبير نصر الله. وفي انتقاده للقرار الدولي، لاحظ نصر الله أنه لم يحدد تاريخا لوقف إطلاق النار معتبرا ذلك "إعطاء فرصة للعدو الإسرائيلي"، كما انتقد نصر الله تحميل القرار حزب الله مسؤولية الحرب وتحاشيه ذكر إسرائيل في هذا الشأن. وقال نصرالله إن "هناك بنودا أخرى نتحفظ عليها ولكننا نؤجل الحديث عنها حتى نوايا العدو".