بعد أيام من وصف الرئيس الأمريكي جورج بوش محاولة فاشلة لتفجير طائرات في بريطانيا بأنها جزء من الحرب مع "الفاشيين الإسلاميين" أعلنت المملكة العربية السعودية -الحليف القوي للولايات المتحدة- رفضها ربط المسلمين بالفاشية. وحذر مجلس الوزراء السعودي في بيان بعد اجتماع ترأسه العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في وقت متأخر الإثنين 14-8-2006 من "رمي المسلمين بتهم الإرهاب والفاشية دون اعتبار لتاريخ الحضارة الإسلامية الناصع". شروق أون لاين وشدد مجلس الوزراء في البيان على أن "ما يرمى به الإسلام اليوم هو نتاج ثقافي غربي في المقام الأول". كما شدد البيان الذي أذاعته وسائل الإعلام المملوكة للدولة على أن "الإرهاب لا دين ولا جنسية له". وخلا بيان المملكة -التي تعد أحد أقوى حلفاء الولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط- من الإشارة المباشرة إلى الرئيس الأمريكي أو بلاده. البيان خلا من الإشارة المباشرة الى بوش وجاء الموقف السعودي بعد أيام من انتقاد منظمات إسلامية أمريكية للرئيس الأمريكي بسبب تصريحاته، قائلين: إن تعبير "الفاشيين الإسلاميين" قد يشعل توترات مناهضة للمسلمين. وفي الوقت ذاته اعتبر زعماء ديمقراطيون أمريكيون أن الخطة التي أحبطتها لندن تثبت أن الحرب التي شنتها إدارة بوش في العراق استنزفت الموارد؛ مما أثر على حربها ضد الإرهاب الذي تتفاقم خطورته. وكانت وزارة الداخلية البريطانية أعلنت الخميس 10-8-2006 إحباط "خطة إرهابية" كبيرة لتفجير طائرات في الجو بين بريطانيا والولاياتالمتحدة واعتقلت عددا كبيرا من الأشخاص. وبعد ساعات من الإعلان عن نبأ إحباط المؤامرة اعتبر بوش أن هذا المخطط "تذكرة قوية بأن هذه الأمة (الولاياتالمتحدة) في حالة حرب مع الفاشيين الإسلاميين الذين يستخدمون أي سبيل لتدمير من يحبون الحرية منا من أجل إيذاء أمتنا". وقال مسئولون أمريكيون: إن الخطة -التي أحبطتها بريطانيا- لتفجير عدد من الطائرات فوق المحيط الأطلنطي تحمل بصمات تنظيم القاعدة. واستخدم بوش ومسئولون آخرون في الإدارة الأمريكية ألوانا متباينة من مصطلح "الفاشية الإسلامية" في عدة مناسبات في الماضي لوصف الجماعات المسلحة -التي من بينها القاعدة وحلفاؤها في العراق وحزب الله في لبنان.