نقل حسني مبارك أمس الثلاثاء إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي بعد إصابته بانهيار صحي بعد تحقيقات مطولة في اتهامات تتعلق بالفساد المالي وبإطلاق النار على المتظاهرين أثناء الثورة المصرية. وأُدخل الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد ظهر الثلاثاء مستشفى شرم الشيخ الدولي بعد يومين من قرار النائب العام المصري باستدعائه للتحقيق. * وذكرت القناة الأولى بالتلفزيون المصري مساء أمس، أن مبارك تم نقله إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي إثر تعرضه لأزمة قلبية أثناء التحقيق معه، وأعلن الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى أن الرئيس السابق كان قد وصل إلى المستشفى في الخامسة مساء الثلاثاء بصحبة نجليه جمال وعلاء وانه كان يعاني من اضطرابات في القلب، أدخل على أثرها إلى العناية المركزة، حيث استقرت حالته وإنه الآن في غرفة 306 بالمستشفى، ومن الممكن التحقيق معه.
الهروب من التحقيق وقالت مصادر إن مبارك ربما لجأ إلى دخول المستشفى هروبا من استكمال التحقيق معه الذي كان سيؤدي غالبا إلى قرار بحبسه احتياطيا على ذمة الاتهامات الموجهة إليه. وأضافت نفس ل"الشروق" أن مبارك الذي كان قد تسلم استدعاء أصدره النائب العام قبل يومين للمثول أمام النيابة قضى ليلة عصيبة بصحبة فريق من المحامين الإنكليز لتحضير مستندات الدفاع ما جعله مرهقا إلى حد الإعياء. وأشارت إلى أن الاستعدادات لتأمين موكب مبارك إلى مقر النيابة حولت شرم الشيخ إلى ثكنة أمنية، بعد انتشار أعداد كبيرة من عناصر الشرطة والحرس الجمهوري في المدينة. وأضافت أن نجلي مبارك ظهرا بصحبته أول أمس، وأن جمال بدا فاقدا للكثير من وزنه، وظهرت عليهم جميعا حالة من الوجوم الشديد. وأوضح مصدر طبي مصري في مستشفى شرم الشيخ الدولي وصول مبارك عصر الثلاثاء إلى المستشفى في سيارة إسعاف مجهزة بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة أثناء إجراء التحقيق معه، مشيرا إلى أن عدداً من الأطباء وطواقم التمريض تباشر الرئيس السابق باستمرار وبصورة دورية. وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه أنه قام على الفور عدد من أطباء الباطنية والقلب المتخصصين بالكشف على الرئيس السابق والقيام بعدد من الإجراءات التي يتم اتخاذها عادة لإنقاذ مصابي الأزمات القلبية. وأكد المصدر أن الرئيس مبارك لم يدخل غرفة العناية المركزة، وإنما تم وضعه في إحدى الغرف التي تم إعدادها من قبل أثناء الإقامة الجبرية للرئيس بعد تردد أنباء عن تعرضه لوعكات صحية أكثر من مرة. إنت نسيت نفسك..!" ومن جانب آخر نشرت شبكة شباب التحرير أن سبب الأزمة القلبية التي تعرض لها حسني مبارك وذهابه فور انتهاء الأزمة لمستشفى شرم الشيخ الدولي، حيث أن المحقق وأثناء أحد الأسئلة قال لمبارك أنت متهم، فبادره مبارك قبل أن يكمل جملته : "أنت نسيت نفسك ولا إيه أنت بتكلم رئيس الجمهورية".. فرد علية المحقق بكلمة: "سابقا ويجب ألا ترفع صوتك أثناء التحقيق، وأنت الآن مواطن مصري عادي". وقال له المحقق "أنا أتكلم معك بمنتهى الاحترام، فعليك الالتزام بالإجابة على الأسئلة فقط". على صعيد آخر، شدد المستشار محمد عبد العزيز الجندي، وزير العدل، في تصريح لشبكة شباب التحرير على أن الرئيس السابق محمد حسني مبارك لا يتمتع بأية مميزات خاصة في التعامل أثناء التحقيقات، باعتباره مواطنا مصريا عاديا مثل أي مواطن آخر، موضحا أن "مبارك ليس فوق القانون". وأضاف الجندى بأنه إذا تم حبس الرئيس السابق مبارك وأفراد عائلته فسوف يتم ذلك بالسجون العامة وليس بالمنازل وقال "معندناش حبس في البيوت". وأشار الجندي إلى أن الرئيس مبارك ونجليه علاء وجمال، يخضعان لنفس إجراءات التحقيق العادية التي تتم مع أي مواطن آخر، منوّها أن جميع التحقيقات يتم تأمينها بشكل كاف".
مظاهرت في شرم الشيخ وقد اندلعت صباح الأربعاء مظاهرات حاشدة أمام مستشفى شرم الشيخ الدولي وفي مناطق أخرى تطالب برحيل الرئيس السابق حسنى مبارك من المستشفى والمدينة نهائيا. وطالب المتظاهرون بسرعة رحيل مبارك، وعدم الإبقاء على أحد من أفراد أسرته في شرم الشيخ، معتبرين بقاءهم تهديدا للسياحة التي تمثل مصدر دخلهم الوحيد، فيما تطوق أجهزة الأمن مقدمة المتظاهرين القريبين من بوابة المستشفى. ويتواجد قرابة 1500 مجند أمن مركزي يحيطون بمدخل المستشفى، منعا لاقتحامه من قبل المتظاهرين وسط حراسة أمنية كبيرة.
نجلا الرئيس في المزرعة وبالانتقال إلى آخر تطورات التحقيقات مع نجلي الرئيس المخلوع، فقد استقبل سجن المزرعة في الساعة السادسة والنصف من صباح أول أمس، علاء وجمال، بعد أن قرر النائب العام المستشار الدكتور عبد المجيد محمود حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيقات، فيما نسب إليهما من اتهامات. وحسب مصدر أمني في سجن طرة، فإن إدارة السجن تلقت إخطارا بترحيل علاء وجمال مبارك في الساعة الرابعة فجرا، وتم نقلهما من مدينة شرم الشيخ بعدما تم تقييدهما إلى مطار ألماظة بمصر الجديدة في طائرة عسكرية طراز سي 130، وتسلمتهما من هناك سيارة ترحيلات السجن رافقتها عدد من سيارات الحراسة والتأمين. وقال المصدر إن علاء وجمال تم استقبالهما في مكتب مأمور السجن، وتم فك القيود منهما، وبدت عليهما ملامح الذهول، وكانا يستجيبان للتعليمات بشكل آلي. وأكد المصدر أن علاء وجمال اضطرا لارتداء ملابس السجن البيضاء المخصصة للمحبوسين احتياطيا، لعدم وجود ملابس خاصة معهما، وتم وضع كل منهما في زنزانة منفردة بعنبر التأديب، وناما على البطاطين الرمادية المخصصة للسجناء العاديين. وجاء قرار استدعائهما للتحقيق بعد دقائق من كلمة مسجلة لمبارك بثتها قناة العربية أكد فيها أنه ضحية "لحملة ظالمة وادعاءات" تشكك في نزاهته وذمته المالية هو وأسرته. وأكد مبارك في هذه الكلمة بأنه لا يملك هو وزوجته أي أرصدة أو ممتلكات عقارية خارج مصر، كما أن نجليه علاء وجمال لا يمتلكان عقارات في الخارج ولكنه لم ينف امتلاكهما لأرصدة في دول أجنبية.
15 يوما للشريف وفي ضوء التطورات المتلاحقة وسقوط رموز النظام المصري كان قاضي التحقيق محمود سبروت المكلف بقضية الاعتداءات على المتظاهرين في ثورة 25 يناير قد قرر حبس الأمين العام السابق للحزب الوطني صفوت الشريف 15 يوما، بعد أن وجه إليه اتهاماً بالتحريض على قتل المتظاهرين، فيما صار يعرف ب"موقعة الجمل". وقال سبروت للصحافيين إنه قرر "حبس الشريف 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعد أن وجه إليه تهمة التحريض على قتل المتظاهرين بميدان التحرير والاعتداء عليهم المقترن بجرائم القتل والشروع في القتل وإدارة عصابات من البلطجية والخارجين على القانون للاعتداء على المتظاهرين وحرياتهم الشخصية والعامة وتكدير السلم العام"