المصدر: موقع إسلام أون لاين.نت "خرج الجنديان على الطريق العام ليستطلعا ما إذا كانت هناك مقاومة في المكان أم لا، كانا يسيران وكأنهما في تل أبيب؛ فقد نسيا ما حدث لزملائهما في مرج عيون قبلها ببضعة أيام، حين دخلوها واستقروا فيها قبل أن يمطرهم وابل من النيران من كل اتجاه فوقعوا بين قتيل وجريح". "تجهز القناص بعد أن أعطيناه الإشارة وأطلق قذيفته ليقع أحدهما على الأرض صريعا ويحاول الآخر بعد أن جرح أن يحتمي خلف المركبة العسكرية، لكن قناصنا كان له بالمرصاد حيث أطلق قذيفته الثانية لتنفجر السيارة وخلفها الجندي الذى أصبح رمادا". "لحظات وتحول المكان إلى حمم بركانية طائرات تقصف ومدافع تتصايح برصاصاتها ودبابات ميركافا تتقدمها الجرافات تحاول أن تخترق الضيعة، يقابل كل ذلك صمود على كل المحاور التي حاولوا التسلل منها من جانب رجال المقاومة، ثم هروب وانكسار مفاجئ للعدو بعد ساعتين لم يستطع أن يتحمل البقاء تحت نيراننا بعد أن سقط 12 قتيلا على الأقل في صفوفه". هكذا وصف لإسلام أون لاين.نت "علي" أحد المقاومين في الجنوب اللبناني معركة ضيعة "تلة الخزان" التابعة لقضاء بنت جبيل جنوب لبنان، التي خاضها مع رفاقه خلال الأسبوع الأخير من الحرب الإسرائيلية على لبنان حيث كان متمركزا فوق إحدى بنايات الضيعة الواقعة على تلة تفصل بين بنت جبيل ومارون الراس. وأشار المقاتل بيده إلى ثلاث بنايات تمركز فيها الجنود الإسرائيليون وهم لا يدرون أن المجاهدين يرصدونهم ويحيطون بهم من كل مكان فيما يشبه السور. اللحظة الحاسمة ويمضى "علي" في حديثه قائلا: "تركناهم يفعلون كل شيء دون تدخل حتى كانت اللحظة الحاسمة وجاءتنا الأوامر، وبدأنا نمطرهم من كل مكان من هذه البناية (فيلا مطلة على المكان) ومن هناك حيث المدرسة التي حاولوا قصفها وقصف من بداخلها لكنهم لم يستطيعوا، ومن فوق التلة حيث الخزان هناك وحيث مجموعة أخرى كانت تنتظرهم". وحينما شعروا بالحصار - يضيف علي – "طلبوا كعادتهم دعما من الطائرات التي ملأت المكان بالأدخنة الكثيفة لكي تسمح لهم بالهروب. وكان أحد القناصة الإسرائيليين يتمركز في مواجهه الفيلا وحاول أن يقوم بقنص أي من المجاهدين لكن رصاصاته كلها باءت بالفشل؛ لأننا حددنا مكانه من قبل وكنا له بالمرصاد حتى استطاع الأخ الشهيد ساجد أن يقنصه، ولكن ساجد سقط شهيدا بعدها مباشرة وكان الشهيد الوحيد في تلك المعركة، حيث استهدفوه بصاروخ". "سلم أمرك لله" ويتدخل المقاتل كريم الذى كان بجوار ساجد قبل استشهاده قائلا: "قلت له كن حريصا في تحركاتك فكان يجيبني: هذه الدنيا ما فيها شيء.. سلم أمرك لله". ويضيف كريم: "خسرنا ساجد ولكنه في الجنة إن شاء الله والصهاينة في المقابل خسروا 12 قناصا على الأقل كلفوهم الكثير، فقد استعانوا بقناصين من اليهود الروس الذين يملكون خبرة في التعامل مع المجاهدين الشيشان". ويختتم كريم بقوله: "جاءوا ليمكثوا أشهرا عديدة، ولكنهم هربوا مخلفين أمتعتهم ومؤنهم"، وأشار إلى بعض من هذه المؤن قبل أن يسمح لشبكة إسلام أون لاين.نت بتصويرها.