الخادمة التي أطاحت بستروس كان مهاجرة إفريقية مسلمة كشفت الصحافة الأمريكية أمس أن الخادمة التي تعمل بفندق السوفيتال في نيويورك و التي سجن «دومينيك ستروس كان» بتهمة الاعتداء عليها جنسيا، امرأة مسلمة ملتزمة. و أشارت صحف أمريكية محلية استنادا إلى شهادات أفراد من عائلة هذه الخادمة، أنها مهاجرة من غينيا فيما ذكرت رواية أخرى أنها تنحدر من السينغال و لم يتم الكشف عن هويتها، فيما أشارت وسائل إعلام فرنسية إلى أن اسمها هو نافيساتو ديالو. و علقت بعض الصحف الأمريكية بأن الطابع المحافظ لهذه المرأة يقلل من مصداقية فرضية حدوث علاقة جنسية. من جهة أخرى أعلن الوزير الأول الفرنسي فرانسوا فيون أمس أنه إذا ثبتت التهم التي وجهت إلى دومينيك ستروس-كان سيكون الأمر «بالغ الخطورة ولا يمكن أن يقبل فيه أي عذر»، في حين عقد أبرز قادة الحزب الاشتراكي اجتماع أزمة صباح أمس دعت خلاله مارتين أوبري إلى الوحدة. وخرجت السلطات الفرنسية عن تحفظها متحدثة للمرة الأولى عن احتمال إدانة دومينيك ستروس كان الذي ظل أصدقاؤه الاشتراكيون يدافعون عن منحه قرينة البراءة منتقدين النظام القضائي الأميركي. وقال فيون انه إذا ثبتت الوقائع التي اتهم بها دومينيك ستروس-كان فإننا سنكون إزاء «فعل بالغ الخطورة لا يمكن أن يقبل فيه أي عذر». أما الرئيس نيكولا ساركوزي فانه دعا، دون الإشارة الى ستروس-كان، الى «هدوء الأعصاب» و»عزة النفس». وأمضى دومينيك ستروس كان، أمس مدير صندوق النقد الدولي ليلة ثالثة في سجن في نيويورك بينما أبدى البعض في فرنسا صدمته بعد أن رفضت قاضية الإفراج عنه بكفالة في تهمة محاولة الاغتصاب مما قد يقضي على آماله في سباق الرئاسة في فرنسا. وعقد حلفاؤه في الحزب الاشتراكي محادثات طارئة أمس ولكنهم أعلنوا أنه لن يجري تعديل الجدول الزمني لاختيار مرشح الحزب. وابدي ساسة ومعلقون فرنسيون صدمتهم وغضبهم إزاء قرار قاضية في نيويورك استمرار احتجاز ستروس كان الذي كان يمثل أكبر تهديد للرئيس المحافظ نيكولا ساركوزي في الانتخابات المقرر أن تجري في أفريل المقبل. وكان ظهوره أمام وسائل الإعلام العالمية وهو مكبل اليدين وغير مهندم و حليق كما اعتاد الظهور، مشهدا صادما. وقال وزير الثقافة الاشتراكي السابق جاك لانغ لراديو أوروبا 1 «انه رجل شجاع يواجه مصيرا مزريا.» وتابع «ليس مستبعدا أن يكون مسؤولون قضائيون -المدعي بصفة خاصة أو القاضية- مدفوعين برغبة في الحط من قدر مواطن فرنسي، بل ومواطن فرنسي معروف.» وينفي ستروس كان اتهامه بالاعتداء الجنسي على خادمة في فندق في نيويورك السبت الماضي وقال أن لديه دليل يبرئه. ومن المقرر أن تعقد الجلسة القادمة لمحاكمته في العشرين من الشهر الجاري. وفتح القبض على ستروس كان سباق الرئاسة على مصراعيه وعزز فرص ساركوزي في الفوز بعهدة ثانية وأوقع الصندوق في أزمة حتى وهو يضطلع بدور رئيسي في مساعدة دول بمنطقة الأورو مثل اليونان والبرتغال على مواجهة مشاكل الديون. وكان من المتوقع أن يستقيل ستروس كان قريبا من اجل خوض انتخابات الرئاسة في فرنسا إلا أن الجهود الأوروبية لاحتفاظ القارة بالمنصب لا تشير لدلائل تنم عن التوصل لاجماع بعد. وتواجه زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري ضغوطا متزايدة لخوض الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب في سباق الرئاسة عقب القبض على ستروس كان ولكنها ذكرت أن الحزب لن يعجل بتغيير خططه. ومن المقرر إعلان أسماء المرشحين في الانتخابات التمهيدية في جويلية. وصرحت لراديو فرانس انفو «لدينا جدول زمني واليوم ليس الوقت المناسب» لاعلان الترشيح. وتابعت «لن نغير شيئا في جدولنا الزمني» للانتخابات التمهيدية. ومع عزوفها عن الإسراع بإبداء اهتمامها بالترشح يشكك البعض في رغبتها في السعي للمنافسة على منصب الرئيس في سباق يرى كثيرون انه يقدم أفضل فرصة لليسار منذ ربع قرن. ويواجه ستروس كان حكما بالسجن لمدة تصل الى 25 عاما في حالة إدانته. و أول أمس الاثنين اقنع المدعون القاضية ميليسا جاكسون بأن ستروس كان قد يحاول الفرار لفرنسا لترفض الإفراج عنه بكفالة وحددت الجلسة القادمة لمحاكمته الجمعة المقبل.