قال الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الجمعة، إن مسألة تنحي العقيد، معمر القذافي، مطروحة كشرط للوصول إلى أي حل للأزمة الليبية، غير أنه أكد أن الشعب الليبي في نهاية المطاف هو الذي يختار مسؤوليه، وهو موقف يسجل تراجعا كبيرا في وتيرة التصريحات السابقة لدول التحالف، خاصة وأن إعلان الموقف الجديد يأتي على لسان ساركوزي، متزعم الحملة العسكرية على ليبيا، وفي قمة الثمانية المنعقدة بباريس، كما أن تصريحاته لم تشر إلى المعارضة أو الثوار أو "المتمردين" . * وقال ساركوزي، على هامش أشغال قمة الثمانية بباريس، التي انطلقت اليوم، إن" السيد القذافي سبق وأن قال أنه يتنحى عن السلطة، انه يجب على جنوده الدخول إلى الثكنات، يجب وقف تعذيب الناس، الذي يحدث أيضا في طرابلس، حيث يوجد قناصة فوق الأسطح، وحيث يمنع التجمع لأكثر من ثلاثة أشخاص، وحيث الناس خائفون، وحيث المجازر تتواصل، انه هو السؤال" . * وأضاف ساركوزي موضحا وبصراحة تؤكد التغير الكبير في مواقف التحالف، ولا تحتمل التأويل، "عندما نقول أنه يجب على القذافي أن يرحل، يعني أنه يجب عليه التنحي، وكلما تنحى مبكرا كان له متسع من الاختيار، وكلما تأخر ضاقت أمامه الاتجاهات"، وفق ما نقلته وكالة الأنباء الفرنسية،. * ومن دون شك فان هذه القناعة الطارئة التي عبر عنها تكون ترجمة لإجماع وسط الدول الثماني المجتمعين بباريس، يهدف إلى فتح باب أو نافذة أمام الوساطات الجارية للوصول إلى حل سياسي للأزمة، ومنها وساطة الإتحاد الأفريقي، حيث أن يكون التحالف قد أدرك أن اشتراط تنحي القذافي عن السلطة ورحيله عن ليبيا موقفا لم يكن حكيما وموضوعيا، وهو يعرقل أي تسوية للأزمة، ويطيل عمرها، بل يهدد بتكرار مأساة ومعضلة العراق. * واستطرد ساركوزي مؤكدا "نحن لا نقول بأنه يجب على العقيد، معمر القذافي، أن ينفى، إن الأمر ليس مشكلتنا"، مشيرا إلى أن "الأمر يعود إلى الليبيين لاختيار مسؤوليهم " . * وأفادت وكالة الأنباء الفرنسية بأن مشروع البيان النهائي لقمة الثمانية، الذي تحصلت على نسخة منه، سيطالب بالوقف الفوري لاستعمال القوة من قبل نظام معمر القذافي في ليبيا، وسيدعم حلا سياسيا يترجم إرادة الشعب" .