''لقد اتفقنا على تقديم طلب لمجلس الأمن لمضاعفة الضغط على العقيد القذافي''. هكذا قال وزير خارجية فرنسا، بعد التخلي نهائيا عن فكرة الحظر الجوي على ليبيا. وشدد جوبي على أن تصدر اللائحة ''قبل نهاية الأسبوع''، ما يجعل المبادرة العربية تذهب أدراج الرياح. و عُقد لقاء بين كاتبة الدولة الأمريكية، هيلاري كلينتون، ومحمود جبريل، ممثل المجلس الانتقالي الليبي، على هامش قمة مجموعة الثمانية بباريس. ورفضت كلينتون وعد المجلس الانتقالي بتزويد المحتجين بالسلاح للإطاحة بالعقيد القذافي. وصرح مستشارها، فليب وينز، إثر اللقاء: ''جرى بينهما حديث خاص حول كيفية تقديم دعم للشعب الليبي ضد نظام معمر القذافي''. وطلب جبريل من كلينتون تزويد الثوار بالأسلحة لمحاربة النظام، حسب مسؤول أمريكي سام رفض الكشف عن هويته. وأجابت كلينتون بأنها ستأخذ الموضوع بجد، دون الوعد بشيء. وصرح مسؤول رسمي أمريكي أن المساعدات الأمريكية قد تأتي على شكل ''عتاد''، دون الإشارة إلى نوعيته. غير أن ما يتضح من اللقاء أن الولاياتالمتحدة لن تسمح بعودة القذافي إلى ما كان عليه في السابق. وسوف تسلح الثوار بطرق ملتوية، دون الإعلان عنها رسميا، حتى لا يستعملها القذافي ذريعة في حربه من أجل البقاء. وجاءت المفاجأة من قمة الثمانية التي لم تشر في بيانها الختامي إلى ''منطقة الحظر الجوي''. فبالرغم من الحملة التي قادتها فرنسا وبريطانيا، طلب المجتمعون المزيد من ''الضغط على العقيد القذافي'' ورحبوا بإسراع مجلس الأمن في ''اتخاذ تدابير لحماية الشعب الليبي من القصف الجوي''. وقال وزير خارجية فرنسا إن الوزراء الثمانية لم يتفقوا على مبدإ التدخل العسكري، وتأسف لعدم استعمال ''القوة العسكرية الأسبوع الماضي'' بقنبلة الممرات الجوية. ثم قدم فكرة الحظر البحري مادام الإجماع لم يتم على الحظر الجوي. وقال أيضا: ''على العرب تحمل مسؤولياتهم''، مشيرا إلى القمة الثلاثية التي سيعقدها الرئيس ساركوزي مع الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي بباريس. واعترف جوبي، أمس، بأن ''القذافي يحقق نقاطا لصالحه وأن الحظر الجوي خيار تم تجاوزه''، مشيرا إلى أن ''المجتمع الدولي لا يستطيع منع القوات الحكومية من استعادة بنغازي''. فيما أعرب غيدو وسترول، وزير خارجية ألمانيا، أمس، عن تحفظه من فرض منطقة حظر جوي على ليبيا. وفسر ذلك التحفظ من خوفه أن ''يتطور إلى حرب قد تضعف حركة الديمقراطية في شمال إفريقيا''. لكن وزير خارجية بريطانيا، وليام هاغ، اعتبر أن مجموعة الثمانية ليست الإطار الأمثل لاتخاذ قرار ''من أجل عمل عسكري في ليبيا''. وأضاف: ''هناك إرادة مشتركة في تصعيد الضغط على نظام القذافي''. فيما طالب وزير خارجية روسيا، سرغي لافروف، بالمزيد من المعلومات. إذ قال: ''ننتظر من الجامعة العربية التفصيل والتوضيح لتصريحها، هي تقول إنها ضد أي تدخل خارجي وعسكري''. وكان مجلس الأمن قد انقسم إلى شطرين، أول أمس، بين موقف فرنسا - بريطانيا من جهة وروسيا - الصين من جهة أخرى، وتحفظ ألماني - أمريكي في وسط الحلقة. ويقوم رئيس جنوب إفريقيا، جاكوب زوما، مع أربعة رؤساء أفارقة آخرين، بمهمة في ليبيا، نهاية الأسبوع، لإنهاء التقتيل.