أفرز مشكل نقص المياه الصالحة للشرب بولاية تيزي وزو وضعية مزرية، باعتبار أن سكان المنطقة لم يعتادوا عليها، الأمر الذي دفع بالكثير من أرباب العائلات إلى التفكير في حفر الآبار للتخلص من هذا الهاجس الذي ازدادت حدته خلال السنوات الأخيرة، لكن الأخطر في كل هذا أن معظمهم لم يراع الشروط التقنية والصحية الواجب اتخاذها بعين الاعتبار في مثل هذه الحالات. صونيا ڤرس وهو ما يشكل خطرا حقيقيا على صحتهم وسلامتهم من جراء احتمال وقوع تلوث للمياه الباطنية التي يستعملونها في الشرب، وتشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن ولاية تيزي وزو تتوفر على أكثر من 2000 بئر منها 350 غير معالجة، كما أكدت بعض المصادر أن عدد الآبار الفعلية بهذه المنطقة يفوق بالكثير هذا الرقم الرسمي، لأن معظمها غير محصي، ورغم ذلك فإن مياهها تستعمل للشرب وسقي المزروعات، وقد أقدم مؤخرا العديد من المواطنين ببلدية ذراع الميزان، تيزي غنيف، مشطراس وبوغني على حفر آبار بشكل فوضوي دون تراخيص من الجهات المعنية، مما يشكل خطرا حقيقيا على البيئية وعلى صحة المواطنين نظرا لوجود حفر للمياه الملوثة قريبا من تلك الآبار وقنوات صرف المياه القذرة بجوارها، مما ساهم في ظهور حالات من مرض التيفوئيد والجرب نتيجة اختلاطها، وقد سجلت مصالح الصحة بالولاية منذ شهر جوان إصابات جديدة بهذه الأمراض الخطيرة. يجب الإشارة إلى أن ظاهرة حفر الآبار بالبلديات المذكورة أعلاه لا تزال متواصلة لغياب الرقابة الصارمة في هذا المجال، وهو الأمر الذي يتسبب في إتلاف المياه الباطنية والجوفية مع ظاهرة الجفاف التي مست العديد من المناطق، ويتطلب ذلك تفعيل شرطة المياه ومحاربة هذه الظاهرة الخطيرة التي تستنزف الثروة المائية بطرق عشوائية لا تعتمد على المعايير العلمية المعمول بها.