"ما تطالبنا به الجزائر ليس إلا اعترافا رسميا بذنب، وهو ما لم أقبله بطبيعة الحال" أكد الرئيس الفرنسي السابق، جاك شيراك، في مذكراته، أنه رفض التوقيع على صياغة معاهدة الصداقة بين الجزائروفرنسا تؤسس لشراكة استثنائية، التي توجت زيارته "الناجحة" إلى الجزائر في مارس 2003، لأنها تشترط من فرنسا الاعتذار، تعبر فرنسا من خلاله عن اعتذارها وأسفها "للضرر الذي ألحقته بالجزائر خلال فترة الاحتلال". * وقال شيراك، في الجزء الثاني من مذكراته التي صدرت مؤخرا تحت عنوان "الزمن الرئاسي"، عن دار النشر "النيل"، إن إعلان الجزائر الذي وقعه مع الرئيس بوتفليقة نص على التزام البلدين بالإعداد والتوقيع على معاهدة صداقة ترسخ رغبتهما في تنفيذ "هذه الشراكة الاستثنائية، واعتبر شيراك أن صياغة هذه المعاهدة "اصطدمت بشرط الاعتذار الذي طلبت منا الحكومة الجزائرية بعد بضعة أشهر إدراجه في المقدمة". * وأضاف الرجل الأول السابق بقصر الإليزيه، قائلا "(...) ما كانت تطالبنا به السلطات الجزائرية ليس إلا اعترافا رسميا بذنب، وهو ما لم أقبله بطبيعة الحال، غير أني قبلت بإبراز الآلام والمعاناة التي فرضها التاريخ على بلدينا في تصريح مواز ومستقل عن المعاهدة "، مضيفا أن "ذلك كان كل ما في وسعي القيام به"، ليصل الى أن الصداقة الفرنسية الجزائرية "في غنى" عن هذه المعاهدة وهي على حد قوله "أحسن طريقة لاستمرار هذه الصداقة". * وفي سياق حديثه، تحدث شيراك عن "أهمية" هذه الزيارة التي قادته إلى الجزائر، حيث أعرب عن ارتياحه لتمكنه من العودة مجددا "في وقت يتطلع فيه شعبانا إلى العيش جنبا إلى جنب أكثر من أي وقت مضى في كنف السلم والأمان والاحترام المتبادل". * وقال أيضا "كلنا نعلم أن العلاقات الفرنسية الجزائرية مرت بفترات متوترة خلال الثلاثين سنة الفارطة، قبل أن تتوصل إلى فترة تهدئة، ومن ثم التقارب المتوخى من الطرفين"، مشيرا إلى أن الظروف "لم تكن مهيأة" لدى انتخابه في سدة الحكم في ماي 1995 بسبب الاعتداءات الإرهابية التي تم شنتها الجماعة الإسلامية المسلحة. على التراب الفرنسي. * وكتب شيراك أن مبادرة الوئام المدني، التي باشرها الرئيس، عبد العزيز بوتفليقة، أصلحت ذات بين الجزائريين، وكانت منقذة غداة" عشرية دامية من الإرهاب عاشتها الجزائر. وأوضح بأنه أشاد خلال الزيارة التي أجراها للجزائر في مارس 2003 بجهود الرئيس بوتفليقة، ومن خلاله جهود كل الشعب الجزائري "الرامية إلى ترسيخ الوحدة الوطنية والسير على درب العصرنة". * وأكد أن انتخاب عبد العزيز بوتفليقة سنة 1999 وزيارة الدولة التي قام بها إلى فرنسا سنة بعد انتخابه مكن من "مباشرة مصالحة"، موضحا أن رئيس الدولة الجديد "جاء بدفع جديد للجزائر وبمطلب مزيد من الديمقراطية".