اتجه الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في مذكراته، وبشكل ضمني، نحو الاعتراف بممارسة الاستعمار الفرنسي للتعذيب بالجزائر إبان العهد الاستعماري، مشددا على أنه هو شخصيا لم يكن يقترف أي عنف واعتداء على الجزائريين. استرجع شيراك ذكريات علاقاته مع شخصيات دولية، بدء بعلاقته بالجزائر عندما كانت تحتلها فرنسا، وذكر بشكل ضمني بأن التعذيب مورس ضد الجزائريين بهدف وأد ثورة التحرير الكبرى، وتصفية بعض مموليها وقواعدها الخلفية. ووصل شيراك أثناء حديثه عن الشرق الأوسط وأهم القضايا العربية، إلى واقعة الهجوم الأمريكي على ليبيا في أفريل من عام 1986، وكان شيراك حينها رئيسا للوزراء في حكومة التعايش أثناء تولي فرانسوا ميتران رئاسة فرنسا آنذاك. وقال في مذكراته الصادرة حديثا عن منشورات نيل التابعة لمجموعة روبير لافون، والتي ستترجم إلى العربية بعدما فازت "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث لترجمة بحق نقلها إلى العربية: "طلبت الولاياتالمتحدة من فرنسا السماح لطائراتها بعبور المجال الجوي الفرنسي لقصف ليبيا"، وأضاف: "كانت الحكومة الأمريكية عازمة على إلحاق العقاب بالعقيد القذافي الذي حمّلته المسؤولية الأولى للعمليات الإرهابية التي طالت بعض مواطنيها".. ".. في 11 أفريل، هاتفني الرئيس ريغان في هذا الموضوع ليقول لي: قررنا تصفية القذافي، وعليه نود أن تعبر طائراتنا المجال الجوي الفرنسي". وأشار شيراك إلى أنه صدم بهذا الخبر وبجر فرنسا في عملية لم تستشر فيها. لذا، رفضت في الحين طلبه، وأجبته: "ليس من الوارد جر فرنسا إلى قضية من هذا القبيل، زيادة على أن فرصكم لتصفية القذافي ضئيلة... من النادر أن تنجح مثل هذه العمليات...".