عمت أجواء فرح وأعراس أمس والى اليوم أرجاء مدينة بنغازي الليبية ، بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية ثلاث مذكرات توقيف بحق الزعيم الليبي معمر القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس استخباراته عبد الله السنوسي، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية في ليبيا منذ 15 فيفري الماضي. * حيث عبر سكان مدينة بنغازي التي باتت دمار وخرابا، عن فرحتهم بإطلاق الرصاص في الهواء، -حسب صحيفة الوطن- فيما أكد المتحدث باسم المجلس الانتقالي الليبي مصطفى الغرياني أمس أن القرار "كان متوقعا. وأصبح الأمر محسوما وسنقبض على القذافي ونحاكمه في ليبيا لأنه الآن لا يوجد أمامه أي مكان للهروب إليه". كما قال جلال القلال متحدث آخر باسم المجلس إن "المجلس سعيد للغاية لأن العالم بأكمله توحد في مقاضاة القذافي. ومثل هذه الخطوة جعلت الناس يشعرون أن هناك من يدافع عن حقهم". * غير أن الصحافة الامريكية، لم تثمن هذه الخطوة واعتبرت بان مذكرة اعتقال القذافي قد تعقد النزاع الليبي، وقالت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية ، إلى أن التحرك قد يزيد من عزلة القائد الليبي، بيد أنه قد يجعله أكثر تصميماً على مواصلة القتال وتردداً في التخلي عن السلطة، الذي يطالب به الثوار، وبالتالي إيجاد ملجأ ينتقل إليه خارج البلاد. * وتطرقت الصحيفة-حسب ما نقلته عنها سي أن أن - إلى صعوبة تطبيق المذكرة، فالغموض يحيط بمكان القذافي، ولا تعرف به سوى الحاشية المقربة منه، كما أن دول الناتو، لم تظهر، وحتى هذه اللحظة، رغبة في إدخال قوات برية في القتال. ورغم ترحيب الثوار بمذكرة الاعتقال، بيد أن فرصهم لاعتقال القذافي الذي يخضع لحماية مشددة في العاصمة طرابلس، تبدو غير قائمة. * وقد يقتدي القذافي بالرئيس السوداني، عمر البشير، فهو رئيس دولة آخر ملاحق من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ورغم أن مذكرة اعتقاله صدرت منذ عامين، إلا أنه مازال حراً طليقاً يتنقل بين الدول الأفريقية، ومن بعضها دول غير موقعة على ميثاق المحكمة. * وكان الاتحاد الأوروبي أعلن في وقت سابق أمس رفضه أي حل للأزمة يكون للقذافي دور أو مكانة فيه. وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية في بروكسل مايكل مان إنه يجب على القذافي مغادرة السلطة، وأن أي حل للأزمة يجب أن يتم دون إشراك القذافي. * كما طلب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي مجددا برحيل القذافي. وأضاف خلال مؤتمر صحفي قبل دقائق من قرار المحكمة الجنائية "يعرف القذافي تماما ما عليه القيام به لإحلال السلام في ليبيا. وبعد 41 عاما من الاستبداد آن الأوان لأن يرحل عن السلطة ويترك الشعب الليبي يقرر مستقبله الديموقراطي". * وكانت الحكومة الليبية تراجعت عن تصريحات سابقة بإجراء انتخابات لتحديد مصير القذافي. وقال المتحدث باسمها موسى إيراهيم مساء أول من أمس إن القذافي هو الخيار التاريخي للشعب الليبي ولا يمكن تنحيته