مركز "هاراف ييشيفا" الذي استهدفه الفلسطينيون بعملية فدائية مساء الخميس، ليس مدرسة دينية عادية، ولا كلية تخرج حاخامات الجيش الإسرائيلي فقط، بل معلم من معالم الحركة الصهيونية الدينية. في العام 1924 أسس الحاخام الأكبر راف أفراهام كوك المركز، واضعا نصب عينيه أن يدّرس فيه التوراة ويخرج منه قادة روحيين للكيان الذي لم يكن قد ولد بعد. وبعد موت كوك انتقلت الإدارة إلى ولده الحاخام زفي يهودا الذي شهدت فترة إدارته نقطة تحول في تاريخ المعهد، حيث تحول إلى مركز استقطاب لجميع طلبة العلوم الدينية في إسرائيل. هو المركز الأبرز والأكثر تأثيرا في الحياة الروحية للمتدينين اليهود، حيث تأسست بين جدرانه جماعة "غوش أمونيم" السياسية الدينية التي كانت رفعت لواء الاستيطان وآمنت بأن الأرض هبة من الله لليهود. الحاخام كوك الإبن لم يكن أقل اندفاعا من طلابه، فشجع من هم في مدار تأثيره على الدفاع عن المستوطنات في الضفة الغربية، وقد شارك هو شخصيا في هذا الأمر، وكان من أوائل من دعوا بعد حرب عام 1967 اليهود للإستيطان في أراضي ما يسمى بيهودا والسامرة.