دعت الخارجية الفرنسية، الأربعاء، الثمعارضة الليبيية إلى التحقيق في تجاوزات محتملة ارتكبها مقاتلون تابعون لها، وذلك بعد صدور تقرير في هذا الصدد لمنظمة "هيومن رايتس ووتش". * وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، أن المجلس الوطني الانتقالي "يتحمل مسؤوليات خاصة تقضي بتشجيع وحماية حقوق الإنسان التي وردت مبادئها في نظامه التأسيسي". وأضاف "ذلك يعني خصوصا أن يتخذ تدابير للتعجيل في إجراء تحقيقات حول الادعاءات بالإساءة إلى حقوق الإنسان،ولمساءلة من قاموا بهذه الانتهاكات عن تصرفاتهم"،. * وقد سئلت وزارة الخارجية الفرنسية عن تقرير أصدرته "هيومن رايتس ووتش" وجاء فيه أن المتمردين الليبيين يتحملون مسؤولية اندلاع حرائق وعمليات نهب وسوء معاملة مدنيين خلال هجمات انطلقت من جبل نفوسه في غرب ليبيا. * وذكرت المنظمة الأميركية أنها كانت "شاهدة على بعض هذه الأعمال، واستجوبت شهودا عن أعمال أخرى وتحدثت مع قائد متمرد عن هذه التجاوزات". * وكانت فرنسا أول بلد يعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، وهي تتصدر العمليات العسكرية للحلف الأطلسي ضد نظام الزعيم الليبي، معمر القذافي،وأقرت أيضا بأنها ألقت بالمظلات قبل أسابيع أسلحة إلى المتمردين في هذه المنطقة بغرب البلاد. وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" المعنية بحقوق الإنسان إن مقاتلي المعارضة الليبية الذين استولوا على قرى من القوات الموالية لمعمر القذافي نهبوا متاجر وأحرقوا بيوتا واعتدوا بالضرب على الأشخاص الذين يشتبهون بأنهم مؤيدون للزعيم الليبي. وتركز جماعات حقوق الإنسان منذ اندلاع الصراع، قبل خمسة أشهر، على مزاعم وقوع انتهاكات على أيدي قوات القذافي. لكن "هيومن رايتس ووتش"، التي تتخذ من نيويورك مقرا لها، قالت إن مقاتلي المعارضة في منطقة الجبل الغربي يرتكبون انتهاكات أيضا. وتقدم مقاتلو المعارضة في الأسابيع الأخيرة الى مسافة 100 كلم من العاصمة، واستولوا على عدة قرى كانت قوات القذافي تستخدمها كقواعد لمهاجمة البلدات التي تسيطر عليها المعارضة. وقال جو ستورك، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في "ومن رايتس ووتش" ان "قوات المعارضة تقول إنها ملتزمة بحقوق الإنسان، لكن أعمال النهب والحرق والإساءة للمدنيين في البلدات التي تم الاستيلاء عليها أمور تبعث على القلق." وقال ستورك، في بيان من مدينة الزنتان، التي يسيطر عليها المعارضون وزعته المنظمة، إن هذا "يثير المخاوف بشأن الطريقة التي سيعامل بها المدنيون إذا استولى مقاتلو المعارضة على بلدات أخرى تتمتع فيها الحكومة بتأييد." وقال باحثو المنظمة إن عدة بيوت أشعلت فيها النار في قرية القواليش بعد أن استولت عليها المعارضة، وأضافوا أن المتاجر نهبت في قريتين أخريين وأخذت معدات طبية من عيادة في قرية ثالثة. وأجرى الباحثون مقابلة كذلك مع أحد سكان قرية ريانة ونقلوا عنه قوله انه يعرف بتعرض بعض سكان القرية للضرب على أيدي المعارضين بعد سيطرتهم على القرية،وأن أحد مقاتلي المعارضة أصاب شخصا بعيار ناري في قدمه. ونقلت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير عن قائد عسكري محلي للمعارضة اعترافه بوقوع بعض الانتهاكات وقوله إنها خروج مباشر على الأوامر الصادرة للمقاتلين بعدم إيذاء المدنيين أو ممتلكاتهم.