نددت ثلاث منظمات غير حكومية في بيان مشترك، أول أمس، بما سمته لجوء السلطات الليبية إلى أسلوب التعذيب، وذلك في تعليقها على وفاة مهندس شاب (30 عاما) منذ أربع سنوات جراء ''تعرضه للتعذيب''· وأوضحت هذه المنظمات -وهي ''ترايل'' و''هيومن رايتس ووتش'' و''الكرامة''- أن إسماعيل الخزمي أودع السجن في 2006 حيث توفي بعد أيام من اعتقاله· وكشف، فيليب غرانت، المتحدث باسم ''ترايل'' -المتخصصة في تعقب المسؤولين عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية- في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية أنه حصل مؤخرا على العديد من الوثائق الرسمية ومن بينها تقرير الطب الشرعي لتشريح الجثة يظهر أن الضحية تعرض فعلا للتعذيب وأن السلطات السياسية الليبية رفضت إجراء تحقيق· وأوضح ''هذه الحالة تظهر بالدليل القاطع استخدام التعذيب المفضي إلى الموت وأن هناك آلية راسخة للإفلات من العقاب''، متهما القضاء الليبي بالخضوع لسيطرة السلطة التتنفيذية· وقال مسؤول منظمة ''ترايل'' أيضا أن ''كل الأمور تدعو إلى الاعتقاد بأن إسماعيل الخزمي إعتقل لأسباب سياسية''· وكانت المنظمات غير الحكومية عرضت في 2008 حالة هذا المهندس باسم أسرته على لجنة حقوق الإنسان في جنيف التي يتوقع -كما يقول غرانت- أن تصدر رأيها وتوصياتها العام القادم· ومن جهة أخرى، طلبت المنظمات غير الحكومية الثلاث من عدة مقررين خاصين للأمم المتحدة لحقوق الإنسان إستجواب ليبيا والحصول منها على ''إيضاحات بشأن هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان''· ويذكر أن منظمة ''هيومن رايتس ووتش'' إنتقدت في تقرير لها العام الماضي سجل ليبيا في مجال حقوق الإنسان، وأشارت فيه إلى أن ''جهاز الأمن الداخلي ما زال مسؤولا عن انتهاكات منهجية لحقوق الليبيين، منها اعتقال السجناء السياسيين وحوادث الاختفاء والوفاة أثناء الإحتجاز''·