"الشعب التونسي الذي استطاع أن يتصدى للطاغية قادر اليوم على حماية مكاسب الثورة" دعا الوزير الأول في الحكومة الانتقالية، الباجي قائد السبسي، جميع التونسيين الى التصدي لكل من " يستهدف امن البلاد "، والى الدفاع عن مكتسبات تونس وأهداف الثورة، متهما أطرافا تريد زرع البلبلة ومن ثمة تأجيل موعد الانتخابات لأنها تخشى مواجهة هذا الاستحقاق الشعبي، في إشارة إلى ضلوعها في أحداث العنف الأخيرة في سيدي بوسعيد، والتي أدت إلى مقال شاب في ال 14 ، وحرق عدة مرافق عمومية. * وبين السبسي، في كلمة توجه بها بعد ظهر اليوم، الاثنين، الى الشعب التونسي،نقلت وكالة أنباء تونس أفريقيا للأنباء ملخصا عنها، أن الحكومة ستواصل دورها إلى موعد انتخابات المجلس الوطني التأسيسي، مشيرا إلى ما تشهده البلاد هذه الأيام من عودة إلى أعمال العنف والاحتجاجات والاعتصامات تقف وراءها أطراف سياسية، هدفها إفشال هذه العملية الانتخابية، وشدد على أن هذه انتخابات ستجري في موعدها المحدد ليوم 23 أكتوبر 2011. * وأوضح السبسي أن الحكومة الانتقالية سعت بكل جدية خلال الفترة الأخيرة ،وبعد أن حصل " توافق عريض" على تأجيل الانتخابات إلى شهر أكتوبر، إلى تحقيق الوئام بين مختلف الحساسيات السياسية وعلى إنجاح هذه المرحلة الانتقالية. * كما عملت على تطويق الاعتصامات والإضرابات التي كانت غير قانونية، وطالت مختلف القطاعات الحيوية بالحوار والإنصات، حتى ولو أنها لم توفق تماما في هذه المساعي، ولاحظ أن التطورات التي برزت مؤخرا على الساحة السياسية والمتمثلة بالخصوص في "اعتصام القصبة 3"، الذي " لم ينجح ولم يحظ بمساندة شعبية كبيرة"، حسب تعبيره، تقف وراءها أطراف اكتشفت أنها غير مهيأة للانتخابات القادمة، وباتت خائفة من أن تكشف هذه المحطة السياسية حجمها الحقيقي، فلجأت إلى تعطيل العملية السياسية بكل الوسائل. * وأكد الوزير الأول أن تزامن الاعتصام الجديد بالقصبة، مع ما تشهده عديد المناطق من أعمال عنف واعتداءات طالت مؤسسات أمنية وعمومية، دل على أن ما يجري ليس مجرد احتجاجات، بل الهدف منه إدخال البلبلة والفوضى حتى لا تتم الانتخابات في موعدها، موضحا أن قوات الأمن والجيش الوطنيين تصدت لهذه الأعمال التي قامت بها عصابات إجرامية. * وبعد أن أشار إلى اعتماد بعض الأحزاب اللغة المزدوجة في مواقفها من هذه الأحداث، أكد قائد السبسي أنه "على الأحزاب ألا تهتم بالانتخابات فقط ، بل وأيضا بعلوية القانون"، مضيفا " نريدها أن تندد بهذه الأمور الخرقاء." * ودعا وسائل الإعلام إلى أن تعي أهمية الدور الموكول إليها في هذا الظرف، خاصة في توعية التونسيين بأن استتباب الأمن مسؤولية الجميع، وليس في "تغذية الإشاعات"، على حد قوله، ملاحظا أن بعضها ينادي إلى الفوضى، ولم يستثن في ذلك الإعلام الرسمي. * ولاحظ "أن الشعب التونسي الذي استطاع أن يتصدى إلى الطاغية لقادر اليوم على حماية مكتسبات الثورة "، داعيا المواطنين الذين أعطوا المثل الأسمى في الدفاع عن أبنائهم مع قوات الأمن والجيش خلال امتحانات الباكالوريا أن يكونوا في مقدمة المدافعين عن البلاد وأن يكونوا على بينة بأن " شرذمة تستهدف أمنهم ". * وأكد السبسي أن الحكومة الانتقالية لن تسمح بتفاقم الوضع، وستتصدى لقوى التطرف وغيرها ممن يسعى إلى المس من سمعة تونس واستحقاقاتها، مبينا أنه أعطى الإذن بمتابعة المسؤولين عن هذه الأحداث. كما أكد أن الحكومة، التي تعهد أعضاؤها بعدم الترشح للمجلس الوطني التأسيسي، ملتزمة بالتخلي عن مهامها حالما يتم انتخاب هذا المجلس بطريقة شرعية.