تعيش بعض المحافظات التونسية حالة من الفوضى والشغب، أعادت إلى الذاكرة الوضع الأمني المتردي الذي ساد البلاد ما قبل 14 جانفي، تاريخ سقوط نظام الرئيس التونسي السابق بن علي. وقد بلغت الأحداث ذروتها ليلة الأحد الماضي، بعد مقتل طفل لم يتجاوز 14 سنة في محافظة سيدي بوزيد يدعى ثابت حجلاوي، في مواجهات بين الأمن ومجموعة من المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكومة رئيس الوزراء المؤقت الباجي قائد السبسي. وردا على ذلك، اعتبر السبسي، أمس، أن أعمال العنف التي تشهدها البلاد تهدف إلى منع إجراء الانتخابات، التي أكد أنها ستجري في موعدها المقرّر في 23 أكتوبر المقبل. وبخصوص الانفلات الأمني، تعود أسباب وفاة الطفل، وفق توضيحات رئيس منطقة الأمن الوطني بسيدي بوزيد، إلى ''رصاصة مرتدة'' أثناء مواجهات مع متظاهرين بعد فشل محاولات ''التفريق باللين''. وقد تم القبض إلى حد الآن على تسعة أشخاص، أربعة منهم في عين المكان وخمسة آخرين أثناء دوريات تمشيط. وتواصلت عمليات التخريب والمواجهات إلى حدود الثالثة صباحا من يوم أمس، وتم تسخير تعزيزات من الجيش وطائرة مروحية لمراقبة أجواء المدينة. وشهدت بعض الأحياء الشعبية بالعاصمة، كالانطلاقة والتضامن والعقبة والكرم، محاولات تخريب لممتلكات عمومية وخاصة وحرقا لمراكز شرطة. واتهمت وزارة الداخلية ''أطرافا سياسية متطرفة'' بالقيام بأعمال تخريب وحرق عدد من جهات البلاد، بهدف ضرب مناخ الأمن والاستقرار الذي ساد خلال الفترة الأخيرة. وشهدت عدة مدن صغرى في محافظات صفاقس والقيروان وسوسة والكاف، حسب ما ذكره بلاغ الوزارة ''محاولات جدية لاستهداف مقرات إدارية وأمنية وممتلكات خاصة وعامة، تصدت لها قوات الأمن الداخلي والجيش الوطني بمساعدة من السكان''. وبلغت هذه ''الأعمال الإجرامية ذروتها بمدينة منزل بورفيبة في محافظة بنزرت الشمالية، حين عمدت مجموعة دينية متطرفة انساق وراءها منحرفون إلى اقتحام مقر منطقة الأمن بمنزل بورفيبة، بغاية الاستيلاء على الأسلحة والذخيرة.